يواجه الشعب اللبناني تحديات خطيرة تتطلب منا جميعاً التفكير بحذر والتصرف بوعي وطني. بغض النظر عن التوترات الحالية والأحداث السياسية، فإن الحاجة ماسة للتفكير بما يحقق المصلحة الوطنية ويحفظ السلم الاجتماعي.
إن الفتنة والانقسام لا تعود إلى سلاح حزب الله كونه هو السبب الأساسي، بل هناك ملامح أعمق وأكثر تعقيداً تشكل الوضع الراهن. نحن نجزم بأن كل سلاح خارج سلطة الدولة يشكل خطراً، ولكن يجب أن نفرق بين الحاجة لإدارة هذا السلاح وبين التفريط في الوحدة الوطنية. على حزب الله، المصنف كحزب مقاومة، ألا يصبح أداة للفتنة الداخلية. ومن ناحية أخرى، يجب أن يتوقف السياسيون عن اتهام بعضهم بالعمالة والخيانة دون دليل، حيث أن هذا الأمر يسهم في زرع بذور الكراهية والتفرقة في نفوس المواطنين.
يجب أن تكون لدينا قدرة على فرز المعلومات والتحليل بشكل منطقي. من الضروري أن لا نتأثر بالخطب السياسية المحرضة والأخبار المشبوهة التي تهدف إلى زرع البلبلة وتوتير الأجواء الوطنية. فالإعلام يجب أن يلعب دوراً بنّاءً في توجيه الرأي العام نحو التفاهم والتسامح.
على السياسيين أن يتحملوا مسؤوليتهم ويجتنبوا التصريحات المثيرة للجدل والتي تساهم في تحريض الجماهير. إن احترام التعددية وحقوق الجميع يجب أن تكون قيم أساسية في الخطابات السياسية. تجنب اللجوء إلى الشعبوية والتحريض يساهم في تعزيز السلم الاجتماعي ويعزز وحدتنا كلبنانيين.
على الرغم من تجاربنا المؤلمة، يجب أن نعتبر التاريخ خير معلم. نحن نعرف تأثير الصراعات الدموية والحروب الأهلية على شعبنا. لا يجب أن نسمح بتكرار هذه الأوجاع. ينبغي أن نضع مصلحة لبنان فوق أي مصلحة سياسية ضيقة، وأن نعمل معاً من أجل بناء مستقبل أفضل يستند إلى التسامح والتعاون.
دعونا نجعل الوحدة الوطنية والحفاظ على السلم الاجتماعي أولوياتنا. نحن مسؤولون جميعاً عن مستقبل بلدنا وأجيالنا القادمة. لنقم بدورنا في تعزيز التفاهم ونشر ثقافة الحوار والسلم، حتى نستطيع انقاذ ما تبقى من لبنان ونسترجعه بلد العزة والكرامة والتعايش.
خاص macario21 مارسيل راشد