المسؤولون عن الوطن يضحون بأبناء الوطن…

بمناسبة عيد الأضحى، تأتي الاحتفالات بالتهاني والملابس الجديدة والطعام والشراب، وتبادل التمنيات بين الأفراد الميسورين. ومع ذلك، يكون العيد مصدر حزن ودموع ورجاء لله بالنسبة للكثيرين الذين يعانون ظروفاً صعبة.
يتعذَّر عليهم شراء ملابس جديدة أو الاستمتاع بفرحة العيد. ومع ذلك، فإن من يتأمل رمزية العيد وما تحمله الرسالة، يدرك أن العيد يأتي لكل الشعوب ويعيد تكرار نفسه سنوياً ليوجهها إلى طريق الصواب.

في البداية، يجب أن نسأل السياسيين والمسؤولين في جميع أنحاء العالم، وبخاصة في لبنان، ماذا يعني عيد الأضحى بالنسبة لهم؟
هل هو مجرد تهاني معسولة وتمنيات بالخير بينما يعيش المواطنون في ظروف قاسية نتيجة سياساتهم الفاشلة وأفعالهم؟
هم يعلمون تماماً أن الدموع تملأ عيون أغلب أطفال لبنان وأن الحرقة تسكن قلوب أغلب الأمهات ولكنهم يتجاهلون ذلك بسبب اهتمامهم بمصالحهم الشخصية.

وبشكل وقح أو ربما بسبب جهلهم، يتمنى السياسيون للشعب الخير في العيد في الوقت الذي يستولون فيه على ثروات هذا الوطن ويفتحون أبواب الفساد والاستغلال ويقمعون المواطنين ويحرمونهم حقوقهم.

ما هي الرسالة التي يحاولون إيصالها من خلال هذا العيد؟

هل يعلمون أن الله حرّم التضحية بالإنسان في عيد الأضحى وجعل قصة النبي إبراهيم عبرة للبشرية بأنها يجب أن لا تضحي بأخيها الإنسان؟
فكيف يمكن أن يضحوا هم بشعوبهم من أجل مصالحهم الشخصية؟
كيف يمكنهم أن يتمنوا للشعب الخير في هذا العيد بينما هم يضحون بأرواح المواطنين ووطنهم؟

ولنسأل المواطنين أنفسهم، ماذا استفادوا من رسالة هذا العيد بخلاف ذبح الأضاحي وتوزيع اللحوم بفخر وغرور؟
فالغالبية تقوم بنشر صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي لتعلن للعالم أنها قد ضحت ووزعت اللحوم، على الرغم من أنها توزعها بالأساس على الأقارب وليس على الفقراء.

ما هي الرسالة التي ينبغي أن يحتفظوا بها؟

هل يعلمون أن النبي إبراهيم أخذ ابنه ليضحي به لله بعد أن كان الناس يضحون بأولادهم للأصنام؟
ثم أرسل الله له خروفاً وحرم التضحية بالأبناء.
كانت رسالة الله في ذلك أنه مهما كانت قوة الإنسان، فلن تكون بقوة الله. هذه الرسالة يجب على الناس أن يتعظوا بها.

هل يعلمون أن النبي إبراهيم أعبد الله وقتما كان والده وإخوته يعبدون الأصنام؟
قام النبي إبراهيم بتحطيم الأصنام وأعلم الناس بأنه لا إله إلا الله.
فماذا يفعلون هم اليوم؟
هل يعبدون الله أم يعبدون زعماءهم الفاسدين؟
يجب أن يتعظوا من رسالة العيد بألا يضحوا بالإنسان وأن يعبدوا الله فقط.
يجب أن يتخلوا عن الجهل والظلم.

يجب أن يكون العيد حاضراً في كل يوم من حياتنا إذا كنا نعيش حياة تستحقها البشرية، حياة كريمة بعيدة عن الذل والخضوع والتوسل للقمة العيش.
يجب أن تكون لكل إنسان حقوق وواجبات وحياة تعززه وتكرمه.
يجب على البشر أن يتوقفوا عن تمجيد غير الله وأن يتقوا الله في مسؤولياتهم تجاه الإنسان وأن يتبعوا القوانين ولا يتجاوزوها، حتى القوانين السماوية.

خاص macario21 مارسيل راشد

شاهد أيضاً

كيف استعاد المهندس أسعد رشيدي كامل وديعته..؟

تواصل “تحالف متحدون” مع العامة من خلال بيان، يُظهر الجهود التي قام بها بنك عودة …