الشعب الصامد أصبح صامت أمام الظلم والإستبداد..

مأساة شعب صامت، مكتوف الأيدي أمام الظلم والاستبداد. يعايش بصمت حالة من الذل والعوز، حيث يرى السارق يسرق من جيبه ويستولي على حقوقه أمام عينيه، وهو صامت مستسلم.

الصدمة هي أن هذا الشعب الذي يعاني من الفساد المستشري في كل مفاصل الحياة في هذا الوطن، لا يتحدث أو يتحرك للدفاع عن حقوقه. يبدو وكأنه قد استسلم لهذا الواقع المرير، وغريبٌ أن يتقبل الشعب العذاب والتهميش بلا مقاومة.

المشكلة ليست فقط في المنظومة المتعفنة والقانون الملتوي، بل تتجاوز ذلك إلى وجود تجار وفاسدين يستغلون هذا الفراغ القانوني. فالغياب الكامل لقوانين رادعة وعدالة فاعلة يجعل الفاسدين يتمادون في ارتكاب جرائمهم بلا خوف من المساءلة.

إذا بقي الشعب صامتاً وراضخاً للظلم والاستبداد، فلن يشهد أي تغيير في هذا الواقع المرير. ستستمر البلاد في الغرق في بحر الفساد، وسيتعمق الانحدار الاقتصادي والاجتماعي أكثر فأكثر.

إن الحل الوحيد يكمن في أن ينهض الشعب ويواجه هذه الظروف بروح المقاومة والتحدي، ويستخدم كل الوسائل القانونية والديمقراطية المتاحة لمحاسبة السارقين والمحتكرين والمفسدين.

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف يستطيع الشعب الوصول إلى هذا الوعي والتحرك؟

أولاً وقبل كل شيء، يجب أن يبدأ الفرد من حيث يعيش، في الحي الذي يسكنه وفي المنطقة التي ينتمي إليها. يجب على الفرد أن يفهم أن الحق لا يمكن أن يظهر والقانون لا يستطيع أن يسود إلا إذا قام الشعب بالتحرك والعمل معاً.

والأمر الأهم هو ضرورة وجود قانون يحمي الشعب ويعاقب الجميع على مخالفته. يجب أن يكون القضاء مستقلاً ومحايداً وأن ينفذ العدالة بكل صرامة، بحيث يتم محاسبة كل من يتجاوز القانون ويسرق من حقوق الشعب. لذا يجب ان بتكاتف الجميع ويتحرك ويصمم على استقلالية القضاء وتطهيره من الداخل كي يبدأ الإصلاح.

يجب أن يتم تعزيز ثقافة المساءلة والشفافية في المجتمع. يجب أن يشعر الشعب بأهمية دوره في حماية مصالحه وأن يتحمل المسؤولية في إحداث التغيير. يجب تعزيز التواصل بين المواطنين من خلال آليات مشتركة للمجتمع المدني المقسم أجزاء.

يجب أن يستعيد الشعب اللبناني إيمانه أولاً بهذا الوطن وبالديمقراطية والعدالة والقانون. يجب أن يتحد الشعب ويتكاتف لمواجهة الفساد والظلم، وذلك من خلال التحرك بشكل سلمي وعقلاني واحترام القانون. إن الشعب الواعي والمتحرك هو القوة الحقيقية التي يمكنها إحداث التغيير الإيجابي والمساهمة في بناء مستقبل أفضل للبنان.

لذا، أيها الشعب اللبناني، انهض واجهض وحارب بالديمقراطية والقانون. ابدأ من الحي الذي تعيش فيه، وامتد إلى المنطقة، واتحد مع أبناء وطنك لكي يتحقق الحق ويتم استعادة كرامة الشعب. لا تسمح لأحد بالاستيلاء على حقوقك ولا تتردد في الوقوف في وجه المفسدين والمستبدين.

لا تنسَ أن النضال من أجل العدالة والقانون يحتاج إلى صبر وثبات. قد تواجه صعوبات كثيرة، ولكن عليك أن تظل قوياً ومصمماً على تحقيق التغيير بإستخدام كل الوسائل القانونية المتاحة لك.

فلتكن مأساة الشعب الصامت بداية لنضال يجلب العدالة والتغيير. لا تستسلم للغباء أو الرضوخ للأوضاع السائدة، بل انهض وانطلق نحو مستقبل أفضل. الحق لن يظهر ولن يسود القانون إلا إذا تحرك الشعب وأصبح صوته مسموعاً.

فليكن صوتك صوت التغيير والأمل.

خاص macario21 مارسيل راشد

شاهد أيضاً

كيف استعاد المهندس أسعد رشيدي كامل وديعته..؟

تواصل “تحالف متحدون” مع العامة من خلال بيان، يُظهر الجهود التي قام بها بنك عودة …