في هذه المرحلة… نحتاج لقائد ان يكون رئيساً

منذ أشهر طويلة، يعيش لبنان في حالة من الفراغ الجمهوري، حيث تفتقد البلاد رئيسًا جديدًا لتولي المسؤولية العليا في الدولة. تاركةً الكتل النيابية والأحزاب والطوائف والمذاهب، تتخلى عن واجبها وتتنازل عن تقديم ترشيحات فعالة. وبدلاً من ذلك، تتجاذب الأسماء وتضيع التوافق، فتعلن عن ترشيحات تعتبر تحديًا للفريق الآخر. هذا الانقسام في المجلس النيابي يجسد واقعًا يعجز الوصف، فهو يشكل مؤشرًا قاتمًا على حجم السيطرة التي تمارسها الأحزاب على مصير الشعب والوطن..!

لبنان، الذي وقع في الفراغ الجمهوري، يعيش الآن في زمن لا يوجد فيه حكومة فعلية. فالحكومة الموجودة حاليًا هي حكومة تصريف أعمال، لا تستطيع القيام بالمهام الضرورية لخدمة المواطنين. الشعب يعاني منذ سنين من أزمات اقتصادية واجتماعية، والفراغ الجمهوري يزيد من معاناته. فالفراغات في المناصب الوزارية والأمنية تؤدي إلى فلتان أمني يستشري في كل أنحاء البلاد. القتل والسرقة يعمان البلاد، ويعود كل ذلك إلى عدم الاستقرار في المراكز المسؤولة.

إن حاجة لبنان إلى رئيس توافقي غير خاضع لأي فريق أو طائفة معينة أمرٌ ضروري لإنقاذ البلاد والمواطنين من هذه الأزمة. يجب أن يكون الرئيس قائدًا يشبه قائد الجيش اللبناني الذي نجح في إنقاذ المؤسسة العسكرية من الانهيار. وبالفعل، يجب أن يكون الرئيس قائدًا يتحدث بلسان الوحدة الوطنية وينصف جميع أبناء الوطن بغض النظر عن مناطقهم، ويضع مصلحة البلاد واللبنانيين فوق كل اعتبار.

من الأمور المهمة التي يجب على الرئيس المستقبلي أن يوليها اهتمامًا بالغًا هو إجراء إصلاحات اقتصادية شاملة. فقد تعاني البلاد من أزمة اقتصادية خانقة منذ سنوات، وتفاقمت بشكل كبير في الفترة الأخيرة. لذا، ينبغي أن يتخذ الرئيس إجراءات حاسمة لتحقيق استقرار الاقتصاد وتحفيز النمو الاقتصادي.

ومن بين الإصلاحات الاقتصادية الملحة التي يجب تنفيذها هي مكافحة الفساد وتعزيز الشفافية في العمل الحكومي والمؤسسات المالية. يجب أن يتم تنفيذ إصلاحات جذرية في القطاع المصرفي، وتحقيق التوازن في الموازنة العامة، وتشجيع الاستثمارات الوطنية والأجنبية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يعمل الرئيس المستقبلي على تعزيز قطاعات الإنتاج المحلية وتنمية الصناعات الوطنية. يجب أن يتم دعم المزارعين والمنتجين المحليين وتشجيع الابتكار والريادة الشبابية. كما يجب تعزيز القطاعات السياحية والتجارية وتحفيز الصادرات.

بالإضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية، ينبغي أن يكون هناك رئيس يعمل على تعزيز الوحدة الوطنية والمصالحة الداخلية. يجب أن يكون الرئيس قوة موحدة تجمع اللبنانيين وتتجاوز الانقسامات السياسية والطائفية. ينبغي أن يعمل على تعزيز التعايش السلمي والتفاهم بين الأطراف المختلفة في البلاد، وتعزيز ثقافة الحوار والمصالحة. يجب أن يكون قائدًا يسعى للمصلحة العامة ويعمل على توحيد الجهود لمواجهة التحديات الكبيرة التي يواجهها لبنان.

ومن الضروري أن يكون لدى الرئيس رؤية واضحة للمستقبل، وخطط استراتيجية لتحقيق التنمية المستدامة في مختلف القطاعات. يجب أن يعمل على تطوير البنى التحتية وتحسين الخدمات العامة، بما في ذلك الصحة والتعليم والكهرباء والمياه. ينبغي أيضًا أن يعمل على تعزيز القدرات الإنتاجية وتشجيع ريادة الأعمال وخلق فرص العمل للشباب.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون للرئيس دور فاعل في المجتمع الدولي، لبناء شراكات استراتيجية وجذب الدعم الدولي للبنان. يجب أن يعمل على استعادة ثقة المجتمع الدولي والمستثمرين الأجانب في الاقتصاد اللبناني، من خلال التزام قوي بالإصلاحات وتطبيق الحوكمة الشفافة ومكافحة الفساد.

باختصار، يحتاج لبنان إلى رئيس توافقي قادر على تحقيق التغيير والإصلاحات اللازمة للخروج من الأزمة الراهنة. يجب أن يكون الرئيس قوة موحدة تجمع اللبنانيين وتعيد الأمل والاستقرار إلى البلاد. يجب أن يعمل على إعادة بناء الثقة وتحقيق التنمية.

خاص macario21 كلادس عون

شاهد أيضاً

كيف استعاد المهندس أسعد رشيدي كامل وديعته..؟

تواصل “تحالف متحدون” مع العامة من خلال بيان، يُظهر الجهود التي قام بها بنك عودة …