اختيار المسار يحقق المصير…!

يعيش لبنان حالة من الأزمات المتراكمة التي أثرت على حياة الشعب بشكل كارثي. فالمسؤولين والسياسيين اللبنانيين، الذين ينتمون إلى نفس الأحزاب والتيارات التي دمرت الوطن في حرب أهلية عبثية، لم يعد بإمكانهم الاستمرار في الحكم في ظل هذه الأوضاع المتردية. فالشعب اللبناني اليوم يعاني تحت وطأة الفساد، والتدهور الاقتصادي، وانهيار الخدمات الأساسية، والتضخم المتفاقم. تتجاوز ديونه وفوائده حجم قدرة الشعب على تحملها. لقد وصل الأمر إلى حد اليأس، وهم الآن يعيشون بين تهجير قسري وفقر مميت، وكل ذلك بسبب السرقات والفشل الذي طالما مارستموها.

لبنان اليوم يعيش في ظروف صعبة جدًا، وأصبح مستقبل الشعب مهدداً بسبب سوء الإدارة والفساد الهائل الذي يعم المؤسسات الحكومية. فالمسؤولين في الدولة، الذين يجب أن يكونوا حاملي الضمير والعدالة، يتجاهلون مطالب الشعب ويسعون فقط لتحقيق مكاسبهم الشخصية.

القضاء المستقل، الذي يجب أن يكون ركيزة أساسية في أي دولة ديمقراطية، غائب تماماً. القضاة الذين يمتلكون الضمير والشرف يجب أن يكونوا أقوياء ويتحدون الفساد، ويعملون على محاكمة كل قاض فاسد باع ضميره بثلاثين من الفضة. ولكن، للأسف، الواقع المرير يكشف عن غياب تلك الإرادة الحقيقية للقضاة الذين يتحدون الفساد ويسعون لتحقيق العدالة.

إن الشعب اللبناني اليوم يعاني من تدهور حالته النفسية والاجتماعية، حيث أصبح هناك إحساس باليأس والاستسلام للوضع الراهن. الحياة في لبنان أصبحت تجربة مريرة، حيث يشعر الأفراد بأنهم مجرد ضحايا في لعبة السياسيين والمسؤولين الذين يستغلون السلطة لصالحهم الشخصي.

على الرغم من ذلك، يجب على الشعب اللبناني أن يثبت أنه لا يزال قادرًا على الصمود والنضال من أجل تحقيق التغيير الذي يستحقه. يجب على الشعب أن يتحد ويعمل معاً للضغط على السلطات والمسؤولين، وأن يطالبوا بإصلاحات حقيقية ومحاكمة المفسدين ومعاقبتهم.

يجب على لبنان أن يعود ليكون وطناً يحترم حقوق الإنسان ويوفر الفرص الضرورية للجميع. ينبغي على المسؤولين أن يتحملوا مسؤوليتهم ويعملوا على تنفيذ إصلاحات جذرية في جميع المجالات. ينبغي على القادة السياسيين أن يضعوا مصلحة الوطن والشعب فوق أي اعتبار آخر وأن يتعاونوا من أجل مستقبل أفضل للبلاد.

على الصعيد الاقتصادي، يجب أن يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة التدهور الاقتصادي والتضخم المتفاقم. ينبغي على الحكومة العمل على توفير فرص العمل وتعزيز الاستثمارات وتعزيز الشفافية في إدارة الموارد المالية للبلاد.

من الضروري أن يتم محاسبة المسؤولين عن الفساد وسرقة أموال الشعب. يجب إجراء تحقيقات شفافة ومستقلة ومحاكمة الفاسدين بمحاكم مستقلة لضمان تحقيق العدالة. ينبغي أن يكون هناك نظام قضائي قوي ومستقل يحمي حقوق الأفراد ويعاقب المذنبين.

في النهاية، يجب أن يكون لبنان مثالًا يحتذى به في التغلب على الأزمات المتراكمة. يجب أن يتحد الشعب اللبناني ويعمل بروح الوحدة والتضامن للتغلب على الصعاب وبناء مستقبل أفضل للبلاد. يجب أن يتمتع الشعب بحقوقه الأساسية وأن تتوفر له الفرص اللازمة للتعليم والعمل والرعاية الصحية.

لا يجب أن نفقد الأمل في لبنان، فالشعب اللبناني يتمتع بالإرادة والمرونة والقدرة على التعاون والتغيير. يستحق هذا الشعب بلداً يعيش فيه بكرامة ورخاء، ومع الجهود المشتركة والتزام الجميع، يمكن تحقيق ذلك. لبنان يحمل تاريخاً غنياً وثقافة متنوعة، ويجب أن يتمتع بمستقبل واعد يستحقه شعبه.

إن المسار الذي يختاره لبنان الآن سيحدد مصيره. لذا، ينبغي على الجميع التفكير في المصلحة العليا للبلاد والعمل بروح الوطنية والمسؤولية. إن لبنان يستحق أن يكون وطناً يزدهر فيه الجميع، وهذا لن يتحقق إلا بجهود الجميع وتكاتفهم في سبيل النهوض بالوطن وتحقيق التغيير الإيجابي الذي ينتظره الشعب اللبناني.

خاص macario21 حسناء الحاج حسن

شاهد أيضاً

كيف استعاد المهندس أسعد رشيدي كامل وديعته..؟

تواصل “تحالف متحدون” مع العامة من خلال بيان، يُظهر الجهود التي قام بها بنك عودة …