يعيش لبنان اليوم في حالة من الفوضى والاضطراب السياسي، حيث يعاني من فراغ دستوري في الجمهورية وغيرها، وأزمات متعددة تشمل البطالة والجوع وافتقار كل مقومات الحياة الكريمة. وفي هذا السياق، يثير استغرابنا واستفزازنا تصرف بعض المواطنين الذين نزلوا إلى الشوارع بالأمس يحملون رايات غير لبنانية ويبتهجون بانتخاب رئيس دولة أجنبية. فكيف يمكن لهؤلاء الناس أن ينظروا في عيون إخوانهم اللبنانيين الذين يعانون من الأزمات المأسوية؟
لبنان كان يعتبر منارة في المنطقة بفضل تاريخه الثقافي والاقتصادي الحافل. ومع ذلك، فإن البلاد اليوم تعيش أوضاعاً مأساوية، حيث يعاني المواطن اللبناني من صعوبات اقتصادية جمة. البطالة تجتاح المجتمع والفقر ينخر النسيج الاجتماعي، بالإضافة إلى تراجع مستوى المعيشة وصعوبة الحصول على الرعاية الصحية والتعليم. إنها أزمة حقيقية تشكل تهديداً لحياة المواطنين ومستقبلهم.
نبارك لدولة تركيا بانتخاب رئيسها ولكن بأي عين تبتهجون وتطلقون المفرقعات النارية بمئات الدولارات ان كانت من جيوبكم الخاصة ام من خزينة احزابكم الم يكن احق بها اسر لبنانية تعاني الامرين؟ الم يكن الأولى بتلك الأموال التي أحرقتموها مأوى العجزة أو ميتماً أو دعم طلاب للتعلم أو مريض لا يملك ثمن الدواء؟
لا نستغرب ابتهاج بعض اللبنانيين بأي دولة وعدم اكتراثهم لوضع وطنهم ودولتهم. لم نعد نستغرب انتماء الشعب المذهبي إلى أي دولة ووطن عدا لبنان، رغم أن هذا الوطن يحمل ويتحمل الجميع، إلا أن مأساته الحقيقية تكمن في عدم انتماء الشعب إليه.
نصيحة وطنية لكل مبتهج في رؤساء الآخرين وأوطان الآخرين ويسير حسب مصلحته الشخصية، لا خير لأي دولة بهكذا جمهور إن لم يكن لوطنهم الخير بهم…
إنه وقت الوحدة والتضامن، حيث يجب على المواطنين اللبنانيين أن يجتمعوا لمواجهة التحديات الراهنة. يجب على الجميع العمل معا.ً لإيجاد حلول للأزمات المتعددة التي تواجه وطننا لبنان. يجب أن يكون التركيز على مصلحة بلدنا وشعبه، وعلى تعزيز الوحدة الوطنية.
من الضروري أن يولي المواطنون اهتماماً لبناء دولتهم والعمل على تعزيز المؤسسات السياسية والاقتصادية. يجب أن يكون لديهم الوعي بأن الاستقرار السياسي والاقتصادي هو مفتاح تحقيق التنمية والازدهار في الوطن.
يجب أن يتحلى اللبنانيون بالوطنية والانتماء الحقيقي للبنان وأن يعملوا جميعاً على بناء مستقبل أفضل لبلدهم.
يجب على الشعب اللبناني أن يتجاوز الانقسامات والانتماءات الضيقة وأن يضعوا مصلحة لبنان فوق أي اعتبارات شخصية أو طائفية.
في النهاية، إن استعادة الوحدة الوطنية والانتماء للبنان هي السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات وبناء مستقبل أفضل. يجب أن يتحلى اللبنانيون بالأمل والتفاؤل والعمل بروح الوحدة للنهوض ببلدهم وتحقيق التقدم والازدهار.
ليحيا الوطن ويعيش الشعب…
خاص macario21 مارسيل راشد