شهر الأعياد في لبنان… الدولة الأرخص للسياحة

توقعات أن يتوافد ما يزيد عن 600 ألف سائح إلى لبنان لمناسبة الأعياد… ماذا عن المقيمين في هذا الوطن؟

نحن في أسبوع الميلاد، هذا العيد الذي كان ينتظره التجار ويتحضرون لاستقبال أهم موسم بيعا على جميع الكماليات ومن أهمها:

الألعاب والثياب والأحذية والزينة والمشروبات والحلويات ملايين الليرات كانت تتدفق إلى جيوب التجار تغنيهم عن سنة عمل، هذا الشهر الذي كان يتحضر له كل المواطنين اللبنانيين على مختلف طوائفهم، شهر فرحة الأطفال بلعبة يختارونها ويرسلون عشرات الرسائل “لبابا نويل” كي لا ينساهم ويحجز لعبتهم مسبقاً…!

ماذا عن آخر خمس سنوات وخاصةً هذه السنة…؟

لكل مسؤول في هذا الوطن يتباهى بمجيء السياح ويبشر المقيمون بملايين الدولارات نقول:

ما هم المواطنون المقيمون في لبنان مما سيتدفق عليكم يا أيها المسؤولون وأغلبكم من يملك المطاعم الفخمة والفنادق أو أقرباء لكم… ماذا سيجني المواطن المقيم الذي لا يملك حتى ثمن عشاء للعيد ليسعد أولاده…؟

ماذا سيفرح الطفل المقيم في هذا الوطن وأهله لا يملكون حتى ثمن القلم الذي سيكتب فيه رسالته “لبابا نويل ‘ كي يطلب منه هديته…؟

تجولت في أسواق بيروت كما كل عام لأشاهد زينة الميلاد والفرحة في عيون الأطفال ولكن لم أجد لا زينة كما كل عام ولا فرحة على وجوه الأطفال للأسف…

إليكم المشهد الذي كان مسيطرا على أغلب الأسواق…!

أسواق شبه فارغة لا زينة في أغلب شوارع بيروت، قليل من الأطفال يدخلون مع أهلهم متاجر الألعاب ويخرجون باكين ودموع متجمدة في عيون أمهاتهم لعدم قدرتهن على شراء ما يتمنون أطفالهم، العيد ما عاد لجميع اللبنانيين، العيد أصبح للأغنياء فقط وليس أي أغنياء طبعا فأغلب اللبنانيين ليسوا فقراء ولا محتاجين كثر يملكون في المصارف ودائع ولكنها محجوزة أي (مسروقة) الأغنياء هم رؤساء الأحزاب والتيارات الذين احتلوا الدولة وسرقوا كل المال العام وبنوا بيوتهم وقصورهم وبلغونا أننا في أزمة اقتصادية وعلينا أن نعيش كمواطنين بتقشف فرضوه علينا ولكن هذا التقشف لم يلحق إي نائب أو وزير ولا حتى الأموات منهم، رواتبهم ومخصصاتهم يأخذونها على كاملها هم… أما الموظفون الصغار والمتقاعدون والمتعاقدون فعليهم أن يتحملوا الأزمة رغم أن رواتبهم التي كانت تكفيهم ما عادت تشتري قارورة غاز وربطة خبز وبدل نقل لأيام قليلة من الأسبوع في الشهر…!

البعض سيعتبر هذا الكلام ساذجا دون معنى ولكن المعنى كبير إذا فكرنا بعمق إليكم ما فعله المتحكمون في وطننا لبنان…!!

تغيرت عاداتنا وتقاليدنا… غيروها هم… هم من سرقوا ثرواتنا ودمروا اقتصادنا هؤلاء من يتكلمون ويدعون المواطنين للصبر وتحمل الجوع…!

لبنان فعلا أصبح أرخص دولة سياحية يقصدها السواح ولكنه لم يعد بلد النظافة والجمال، ما عاد وطن المناخ النقي، ولم يعد بلد الرقي يا أيها المسؤولون…!

لبنان أصبح بلد الشحاذين في الشوارع، بلد النشل والقتل أن كنتم لا تعلمون فهي مصيبة وان كنتم تعلمون فالمصيبة أكبر…!

بسببكم بسبب فسادكم لبنان وطن الإنسان ما عاد وطنا، أصبح كتلة نار مشتعلة في قلوب المقيمين بفضلكم بفضل فشلكم أصبح كل مقيم في هذا الوطن يتمنى الرحيل عنه بعد أن كان متمسكا بكل حبة تراب من ترابه، بعد أن كان يرفض الهجرة أصبح يبحث عن الهجرة غير شرعية ولو أوصلته إلى الأبدية وجعلت من جسده طعاما للحيتان في قعر البحر، أفضل من العيش تحت رحمة حيتان هذه المنظومة.

إننا في أسبوع الأعياد والدعاء مستجاب دعاء كل مظلوم ومسروق في هذا الوطن الحزين، ودعاء كل المقيمين في هذا الوطن ما عاد أن يسامحكم الله يا من أوصلتم وطننا وشعبه إلى هذا الحال، بل أصبح دعاء عليكم ان لا يرحمكم الله ويلعنكم ألف لعنة يا ظالمين…!

خاص macario21 مارسيل راشد

شاهد أيضاً

السنوار: شهيد المقاومة الذي قاتل حتى اللحظة الأخيرة

في ظل الحرب المستعرة في غزة، تتواصل الإشاعات والادعاءات حول ما يحدث على الأرض. وبينما …