التاريخ لعنكم قبل أن يُكتب دمرتم وطن وأفقرتم شعبه

“الشعب فاسد أكثر من المسؤولين” جُملة يطلقها بعض الشعب على الشعب ويتناقلها الجار عن جاره رغم إنها جملة لا أساس لها من الحقيقة …!

أقول لكم أن الشعب ليس فاسداً وما من شعب هو فاسد دائماً الفساد في الأوطان هو ناتج عن مسؤولين إما فاشلين وإما فاسدين…!

محتكرين المواد المدعومة هم اشخاص معدودين على أصابع اليد وهم مدعومون من مسؤولين في السلطة هؤلاء إحتكروا الدواء وحليب الأطفال والمازوت والبنزين وكل سلعة دُعمت لأجل الشعب ومن اموال الشعب وما من مسؤول كشف عنهم طيلة الأزمة وبسحر ساحر بدأنا نشاهد على الإعلام مخازن تفتح ويعلن عنها عدا عن الكميات الهائلة المنتهية صلاحيتها ومرمية هنا وهناك ولم يعرف من رماها ومع هذا بقي كل شيء مقطوع في لبنان ماذا فعلوا بكل ما وجدوه…؟

كل الاحزاب والتيارات فُتح لدى منتسب لها مخزن فما بقي منهم أي حزب أو تيار من أي منطقة كانت في لبنان منزهاً عن أفظع جريمة ارتكبت بحق شعب ورغم هذا كان ممكناً أن نقول انه عمل فردي لا علاقة لحزبه أو تياره بما فعل “لو”.. لو أن حزباً أو تياراً واحداً منهم بدل أن يبرر للمحتكر ويمنع إحتجازه أعطى الضوء الأخضر ورفع عنه الغطاء وقال ليحاكم وينال أقسى عقوبة وليكن مثال لمن يفكر يوماً أن يحتكر ما هو من حق الشعب…
لو قال مسؤول واحد عن محتكر إنه مجرم لا نرضى بإذلال الشعب وقتل الأطفال والمرضى لصدقنا أنه غير محمي من مسؤولين في السلطة…
كم طفلاً مات ضحية إما نقص في الحليب أو نقص في الدواء وما ذكرنا بعد باقي المواطنين الذين ماتوا أيضاً ضحايا نقص في الأكسيجين لان المازوت أُحتكر من ازلامهم فلا كهرباء ولا اشتراكات في المولدات البديلة وكم من مستشفى رفع الصوت لنقص كل ما يلزم لانقاذ المرضى…؟

السوق السوداء من وراء السواد متخفي ويحرك في هذا السوق الخارج عن القانون …؟

بسحر ساحر وكأرجوحة سعر الدولار في السوق السوداء يرتفع وينخفض وترفع مع ارتفاعه الأسعار ولا تنخفض بانخفاضه فمن المسؤول اليست وزارة الإقتصاد …؟
اليس من واجب وزارة الإقتصاد ومن واجب وزيرها التفتيش والمراقبة وتحديد كل الاسعار تحت طائلة المسؤولية وبجدية تامة لا بشعبوية يمارسها جميعهم شعبوية متلفزة لا أكثر…!؟

أيضاً تلك السوق السوداء تؤثر على أقساط المدارس … والنقليات … الكتب والقرطاسية … ومعالي وزير التربية يقرر أن يفتح المدارس دون خطة مسؤولة ليستطيع الأهل أن يسجلوا أولادهم… فيا وزير التربية هل معاليك تعلم أن بدل نقل التلميذ من بيته للمدرسة تكلفته مليون ليرة في الشهر وهذا في المناطق الأرخص سعراً… هل تدرك معاليك أن الأهل ليس باستطاعتهم شراء حذاء لولدهم هل تعلم معاليك أن أغلب العائلات ليس بأمكانها أن تعطي ابنها سندويش ليأكله خلال الدوام هل معاليك ومعاليكم جميعاً تخططون وتقررون على حسب معيشتكم أنتم ومن هو بمستوى رواتبكم … هل تعلم أن فتح ابواب المدارس هو امنية كل الاهل ولكن ليس باستطاعة على الأقل 80% منهم ارسال أولادهم لالف سبب وسبب…!
نتكلم عن طالب واحد من كل بيت فماذا عن الاهل الذين لديهم أكثر من طالب …؟
هل تعلم يا معالي الوزير ماذا سيحصل ان فتحت ابواب المدارس والجامعات وأغلب الطلاب لن تستطيع الالتحاق بصفوفها …؟
ان كنت تعلم مصيبة وان كنت لا تعلم فالمصيبة أكبر …!

مستقبل أولادنا بخطر يتلاعبون به مسؤولين فاشلين قراراتهم عشوائية تصب في مصلحتهم ومصلحة ازلامهم ولا يعنيهم ما يعانيه المواطنين …!

الشعب ليس فاسداً المسؤولين وازلامهم هم الفاسدون … المواطن ضحية كفوا عن اتهام المواطنين بالفساد وطالبوا المسؤولين أن يقوموا بعملهم كما يجب فالوزير عمله أن يتابع كل كبيرة وصغيرة في وزارته … وعمل النائب مراقبة عمل الوزراء وعمل رئيس الجمهورية متابعة قضايا شعبه ليس جمع عدد مقاعد والتمسك بتعطيل البلد …!

الشعب ليس فاسداً … المسؤولين قسم فاشل وقسم آخر فاسد وجميعهم دمروا الوطن وجعلوا من شعبه كتلة من الوجع…!

واجبكم كمواطنين أن لا تساعدوهم على رفع المسؤولية عن نفسهم ورميها على المواطن ان وجد القانون فلن نجد مواطن يستغل وجع مواطن آخر لن نشاهد الكبير يسرق الصغير …!
إن قاموا المسؤولين بواجباتهم يبنى الوطن ويعيش المواطن …!

خاص macario21 مارسيل راشد

شاهد أيضاً

السنوار: شهيد المقاومة الذي قاتل حتى اللحظة الأخيرة

في ظل الحرب المستعرة في غزة، تتواصل الإشاعات والادعاءات حول ما يحدث على الأرض. وبينما …