إن أردت ان تبني وطن عليك ان تسمي وتصف الأمور كما هي … عليك أن تقول الحقيقة حتى لو لم تعجب كثيرين يظنون أنفسهم ثوار …!
ليست ثورة ولستم ثوار أنتم ناشطون، مجموعات متفرقة كل مجموعة تظن نفسها تمثل وطن وكل منها تريد وطن على قياسها وحسب تفكيرها ومزاجها…
ليس هكذا يبنى الوطن…!
الوطن لجميع أبنائه ويجمعهم قانون واحد موحد الكل يكون تحت سقفه لأن الوطن واحد لا يتجزأ …!
سميت ثورة ١٧تشرين ولكنها إنتفاضة شعبية، كانت لوحة وطنية رسمت في الساحات أجمل صورة للبنان لأنها ولأول مرة جمعت المواطنين من كل المناطق اللبنانية دون دعوة من أي مسؤول…إنتفاضة عفوية أعطت صورة لبنان الوطن للعالم أجمع…أدهشت العالم بصورتها الحضارية، كانت إنتفاضة فنية غاضبة لأجل وطنها وحالمة ببناء مستقبل يشبه ثقافة شعبها ويليق بأجيالها الصاعدة… ولكنها للأسف أنتهت تلك الصورة مفتتة بتحركات متفرقة… ولدت تلك الإنتفاضة للمحاسبة والمطالبة من جميع المسؤولين الإستقالة…ولكن وللأسف إنتهت بتحالفات بعض المجموعات مع بعض رموز السلطة…فبعد أن كان الشعب يطالب القضاء بالمحاكمات زايد البعض وبدأ هو يبرئ ويخون حسب تحالفاته…!
في ١٧تشرين فرض المجتمع الشعبي قراراته فأصبح المسؤول مرتبك أمام قرار الشعب ولكن أيضاً للاسف إنتهت بمطالب جداً صغيرة أمام المطلب الوطني الكبير …المطلب كان بناء دولة القانون دولة إنقاذ مؤلفة من إختصاصيين بعيدين كل البعد عن التحاصص والطائفية والمذهبية والحزبية،طالبوا بفصل الدين عن الدولة بهدف إسترجاع الوطن كل الوطن للمواطنين كل المواطنين…أما المجموعات الصغيرة عادت تطالب لنفسها لمنطقتها فعادت وجزأت الوطن الى أوطان…وبسحر ساحر تشرذم الشارع ليصبح شوارع وكل شارع يتكلم باسم الثورة … لم تكن “ثورة” …
ولكن وبأي حال …إن سلب منك الحق لن تستطيع إسترجاعه بالطلب بل عليك أن تنتزعه ولو بالقوة…من سلب حقك هو فاسد،لص،مجرم ومن لديه هذه الصفات لا يعرف العدل وليس لديه شهامة ولا إنسانية ولا ضمير حتى…فكيف تطلب منه حقك وتنتظره ليعيده لك…؟
الثورة لتكن ثورة إسماً وفعلاً تبدأ بلا موعد ولا تنتهي إلا عند انتزاع الحق ومحاسبة ومحاكمة من نهب وأوصل الوطن إلى ما هو عليه اليوم…تحاسبه حتى على فشله حتى على سكوته عن الحق ولو لم يصفق للباطل…!
لا تنتهي الثورات الا بعد أن يعدم من قتل شعباً ودمر وطن…!
تعبر عن غضبك بالتكسير للأملاك الخاصة والعامة وتقطع الطرقات…
التكسير ليس حلاً لأن الأملاك الخاصة التابعة لغير المسؤول لا ذنب لصاحبها أما الأملاك العامة فهي ملك الشعب ومن مال الشعب بنيت…وعن قطع الطرقات فلن تحقق إنجاز إن كان قطع متقطع…إما قطع الطرقات كل الطرقات وعدم فتحها حتى يسقط النظام إما عدم قطعها نهائياً…لأنك بدون علم تذل المواطن الاخر والذي أيضاً لا ذنب له ولا حجة لديه ليتغيب عن عمله فبعد تعبه يذل لساعة أو ساعتين على الطرقات المقطوعة وهذه الطرقات لا يمر عليها مسؤول واحد إذاً على من تقطع الطريق؟
ليست ثورة ولم يحصل بالتاريخ ثورة في لبنان… حتى الإستقلال الذي أوهموننا به ويحيون ذكراه من سنين،لم يكن إستقلال أخذناه بشروط وقيود ودستوراً سنوه لنا حسب مصالحهم قسموننا بالأعراف والاتفاقات والتحاصص وجعلونا شعوباً لا شعب واحد جعلوا منا قطعاً وأرقام لا مواطنين منذ ذاك اليوم الذي سموه علينا إستقلال إلى اليوم ونحن كاشعب مستقل لا يحق لنا أن نختار رئيساً أو حتى موظف في إدارة عامة إلا إن رضي وتوافق كل دول العالم عليه فأين هو الإستقلال…؟
١٩٩٠ أيضاً أوهموننا بانتهاء الحرب التي سموها الحرب الأهلية وحقيقتها كانت حروب اقليمية على أرضنا… قيل إن دستوراً جديداً سنوه لنا دول العالم واتفقوا جميعاً وتوافقوا وتحاصصوا وفرقونا كاشعب لبناني أكثر فأكثر وبدأ إحتكار السلطة…
تأسست سلطة ما سمي عهد السلام والإعمار للبنان باتفاق جميع المسؤولين نفسهم الذين كانو يتقاتلون…هم نفسهم الذين تحاربوا،وقتلوا،وشردوا،وشرذموا،وهجروا اللبنانيين عادوا وجلسوا جميعهم على طاولة سميت طاولة الوفاق الوطني وحقيقتها إنها طاولة النفاق الوطني…
وأضيف اليهم رجال أعمال تركوا أعمالهم في الخارج وأتوا الى لبنان الذي يقولون عنه بلد فقير ومفلس …
أعادوا من دمروا لبنان وجعلوهم يتحكمون بمصير الشعب سرقوا من الوطن ما لم يدمروه…جعلوا من الشعب رهينة لقروضهم التي استقرضوها باسمه فنهبوها لأنفسهم وقيل إنها قروض للاعمار … أي اعمار؟
لم يعد في الوطن أي مقومات للعيش لا طبابة،ولا دواء، لا وقود ولا كهرباء، ولا أي شيء…!
إن انقطاع الكهرباء هو الافظع للشعب ليس لان الوطن غارق في سواد الليل ولا لان الهواتف ما عادت تشحن ولا لان خدمة الانترنت توقفت وتوقف التواصل مع العالم … قطع الكهرباء يقطع انفاس مرضى ويوقف قلوب تنبض على بطارية بحاجة للكهرباء لتشحن انقطاع الكهرباء يقتل مرضى السرطان والكلى ومن هو بحاجة لعناية فائقة جريمة جماعية تحصل في لبنان للمرضى الذين يعانون من امراض مزمنة…!
لم يعد في لبنان أي سبيل للعيش فقط…لم نقل العيش الكريم الذي كنا نطمح له ونسعى لتحقيقه لان العيش الكريم للإنسان هو حق مكتسب…
الوطن هو حيث يعيش الإنسان بعزة وكرامة… الوطن هو حيث يؤمن للمواطن ما يحتاجه كالطبابة والعلم والعمل والمسكن والراحة النفسية و… اما الوطن الذي يذل فيه المواطن ليشتري رغيف خبز ولا يجد حليب لطفله و… ليس وطن إنه فعلاً “جهنم” تحرق قلوب المواطنين في كل لحظة…!
اليوم ولأول مرة بتاريخ لبنان فلتعلن ثورة…ثورة حقيقية!
ثورة كرامة لا ثورة جوع اياك أن تسمح لهم بأن يغيروا اتجاه البوصلة لا تدعهم يقنعوك ويوهمونك أنك فقير_جائع …أنت مسروق منهوب من الذين أمنتهم على مصالحك ومصلحة الوطن… اياك أن تجعلهم يمننونك بفتات من حقوقك يعتبرونها مساعدة…أموالك أموال الدولة التي من المواطن تجمع سرقوها فأفقروك ليملكوك والإنسان لا يملكه إنسان مثله “فالله خلق الإنسان حراً فلا يحق لأي أحد إستعباده”…
لا تدعهم يغيرون بثورة الكرامة ويجعلونها ثورة جوع ليطعموك ويسكتوك فتشبع وتنام…!
من كان يشعر بالظلم والمذلة ولديه كرامة لن يهدأ ولن ينام إلى أن يحقق العدل وينصر الحق لينهي الظلم ويحاسب ويحاكم الظالم…
وقتها فقط ينام ويستريح …!
لا تصمت أعلنها “ثورة”
خاص: Macario21 مارسيل راشد