غروسي يفضح الرواية الإسرائيلية… واللوبيات تدعم استمرار العنف في الشرق الأوسط

في مقابلة فاجأت حتى أكثر المتابعين تشاؤمًا، اعترف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، لقناة CNN، بأن “لا دليل على وجود جهود منهجية من قبل إيران للحصول على سلاح نووي.” تصريح متأخر، نعم، لكنه دامغ. دليل قاطع يُفترض أن يُسقط كل الادعاءات التي لطالما استخدمتها إسرائيل، وتحديدًا مجرم الحرب بنيامين نتنياهو، لتبرير اعتداءاته المتكررة على دولة لم تفعل أكثر من المطالبة بحقها الطبيعي والمشروع ضمن الاتفاقيات الدولية.

كذبٌ مُمنهج… وتواطؤ دولي
التقرير الأخير للوكالة الذرية، رغم تصريح غروسي، لم يتطابق مع الحقيقة. بل كُتب بلغة تُرضي لوبيات سياسية وأمنية أكثر من أن يعكس الواقع المخبري. صياغته الغامضة فتحت الباب أمام نتنياهو كي يستخدمه كسلاح تحريضي، زاعمًا أن “الخطر الإيراني” يستوجب الرد.

لكن الحقيقة؟ أن هذا الخطر لم يكن سوى ذريعة دم.

نتنياهو: رجلٌ يتعطش للدم… والعالم يتواطأ
في كل مرة يواجه فيها هذا الرجل مأزقًا داخليًا، يشعل حربًا خارجية. من غزة إلى بيروت، من دمشق إلى طهران، لا فرق لديه طالما أن الدم يُسكب، والأصوات الانتخابية تُحشد. فنتنياهو، الذي يغرق في ملفات فساد، لم يجد خلاصه إلا عبر العنف الممنهج والكذب الاستراتيجي، وكل ذلك بغطاء أميركي منزوع الدقة، متجاهل للوثائق، ومُحرّك بالتحالفات لا بالحقائق.

أميركا… أين التحقيق؟ أين الوثائق؟
للمفارقة، لم تُقدّم واشنطن، حتى اللحظة، أي دليل ملموس على نية إيران امتلاك سلاح نووي. ومع ذلك، انساقت وراء حملة نتنياهو، مدفوعة بمصالح اللوبيات، وبصفقات السلاح، ومبادئ “التفوق الاستراتيجي” التي ما زالت تُبرر إجرام كيان يُفترض أن يكون تحت المراقبة الدولية لا فوقها.

هل خاضت إسرائيل حربًا على إيران لأن الأخيرة خرقت القانون؟ أم لأنها تجرأت على المطالبة بحقها في السيادة والتكنولوجيا والتخصيب ضمن حدود الاتفاق النووي؟
الإجابة واضحة: الحرب شُنّت لأن إيران لم ترضخ.

إيران… الدولة التي ظنّها البعض ضعيفة
ظنّها البعض دولة هشة ستنهار تحت أول ضربة، لكنهم أخطأوا. إيران، التي طالما دعت إلى المفاوضات والسلام وعدم الانجرار للحروب، أثبتت أنها دولة قادرة على حماية نفسها، وعلى تدمير مشروع نتنياهو في الشرق الأوسط.

مشروع مبني على التوسع، العنصرية، والدمار. مشروع يريد شرقًا أوسطًا بلا سيادة، ولا صوت، ولا مقاومة.

لن تسلم الجرة دائمًا
العدوان على إيران لم يكن مبررًا. العالم اليوم يعرف ذلك. وغروسي، رغم كل التوريات، وضع إصبعه على الجرح: لا دليل، لا برنامج سري، لا سلاح نووي. إذًا، ما الذي يُبرر القصف؟ ما الذي يُبرر العقوبات؟ ما الذي يُبرر التحريض الإعلامي والدبلوماسي ضد طهران؟

لا شيء.

وإذا كانت الجرة قد سلمت في غزة، ونجت في لبنان، فإنها لن تسلم دائمًا في إيران. فهذه الدولة أثبتت أن السيادة لا تُباع، وأن الرد على العدوان ليس مجرد تصريح، بل استراتيجية دفاعية متقنة، مدعومة بكرامة شعب، وإرادة صلبة، وحسابات تغير موازين المنطقة.

مكاريو٢١ مارسيل راشد

شاهد أيضاً

بين أمر الاحتلال وصمت مصر… هل تُكسر قافلة الصمود على عتبة رفح؟

انطلقت “قافلة الصمود” من تونس في 7 حزيران/يونيو، محمّلة بأمل الشعوب، لا فقط بالمساعدات. ضمّت …