ليلة لم تنم فيها إسرائيل: حين اخترقت الصواريخ الإيرانية القبة الحديدية… ماذا جرى داخل تل أبيب بعد أعنف هجوم في تاريخها؟

Macario21 _ في مشهد غير مسبوق منذ عقود، استيقظت إسرائيل على وقع انفجارات هائلة هزّت قلبها، بعد ساعات فقط من شنّها غارات جوية على أهداف حساسة داخل العمق الإيراني. الصواريخ الإيرانية، التي خرقت دفاعات تل أبيب، لم تكن مجرد ردٍّ عابر، بل بداية فصلٍ جديد من المواجهة المباشرة بين الطرفين.

الرد الإيراني: الردع بالنار لا بالتصريحات
الهجوم الذي نفّذته إيران مساء الجمعة، بعد نحو 18 ساعة فقط على القصف الإسرائيلي المكثّف لطهران وأصفهان، جاء تحت مسمّى “الوعد الصادق 3″، وهو الاسم الذي اختارته طهران لترسيخ معادلة جديدة: العين بالعين، والقلب بالقلب.

بحلول فجر السبت، كانت صفارات الإنذار تدوي في معظم المدن الإسرائيلية، من تل أبيب إلى القدس وحيفا وبئر السبع. الذهول خيّم على الشارع الإسرائيلي، وسط صمت رسمي مطبق، وقرار حكومي واضح بمنع نشر أي صور أو معلومات حول حجم الخسائر.

تسلسل الأحداث: من الغارات الإسرائيلية إلى الرعب داخل الملاجئ
في تمام الساعة الثالثة فجر الجمعة 13 حزيران/يونيو، استهدفت إسرائيل منشآت عسكرية وعلمية داخل إيران، في عملية عدّتها الأخيرة تجاوزًا لكل الخطوط الحمراء.

بعد ساعات فقط، بدأ الرد الإيراني: صواريخ باليستية متوسطة وبعيدة المدى انطلقت تباعًا، مستهدفة قواعد جوية ومراكز عسكرية حساسة في الداخل الإسرائيلي، بحسب بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني.

القصف الإيراني: لغة جديدة تُكتب بالنار
الصواريخ الإيرانية سقطت في ست دفعات خلال أقل من 12 ساعة، ما أربك الدفاعات الجوية الإسرائيلية التي لم تستطع التصدي لها بالكامل. انفجارات سُمعت في تل أبيب والقدس، وألسنة الدخان تصاعدت في سماء المدن، فيما هرعت فرق الإطفاء والإنقاذ نحو المواقع المستهدفة.

مسؤول إيراني رفيع أكّد لوكالة “رويترز” أن الرسالة كانت واضحة: “لن يكون هناك مكان آمن في إسرائيل”.

تسع مدن تحت النار: تل أبيب لم تعد خطًا أحمرًا
بحسب وسائل إعلام عبرية، طالت الضربات تسع مناطق رئيسية، بينها تل أبيب، رمات غان، القدس، بئر السبع، حيفا، نتانيا، أشدود، أريئيل وريشون لتسيون. سُجّلت حالات هلع جماعي، وتم توجيه السكان للبقاء داخل الملاجئ.

لقطات حيّة أظهرت الدخان الكثيف يتصاعد من أحياء في قلب تل أبيب، في مشهد قالت عنه القناة 13: “لم تشهده إسرائيل من قبل”.

الخسائر بالأرقام: إسرائيل تنزف… وتحاول الصمت
في البداية، أعلنت هيئة البث الإسرائيلية عن 17 إصابة. سرعان ما ارتفع العدد إلى 63 وفق “نجمة داوود الحمراء”، ثم إلى 91، بينهم حالات حرجة. قناة 12 الإسرائيلية أكدت مقتل ثلاثة، بينهم امرأة، مشيرة إلى وجود ضحايا عُثر عليهم تحت الأنقاض.

14 فريق إطفاء وإنقاذ عملوا لساعات طويلة في قلب تل أبيب، لإخراج المصابين من بين الركام.

مشهد الدمار: تل أبيب تُضرب من الداخل
قالت القناة 13 إن “دماراً غير مسبوق” طال العاصمة الاقتصادية لإسرائيل. صحيفة “هآرتس” تحدّثت عن انهيار طوابق كاملة في مبانٍ مرتفعة، من بينها برج سكني مؤلف من 32 طابقًا. وأكد رئيس بلدية رمات غان أن أكثر من 100 شخص باتوا بلا مأوى بعد تدمير 9 مبانٍ بشكل كامل.

القناة 12 تحدثت عن إجلاء 300 شخص بسبب الأضرار الهيكلية الخطرة.

القبة الحديدية… سقطت؟
رغم تفعيل القبة الحديدية ومنظومات “باتريوت” و”ثاد” الأمريكية، لم تتمكن الدفاعات الإسرائيلية من صدّ كل الصواريخ. بعضها تجاوز الحماية وضرب أهدافًا مدنية وعسكرية مباشرة.

مصادر أمنية إسرائيلية أكدت أن دولاً إقليمية – لم يُسمّها التقرير – شاركت في التصدي، ما يعكس عمق الخوف من انفجار المواجهة على مستوى إقليمي.

النتيجة: إسرائيل في صدمة، والإقليم كله على حافة الانفجار. إيران لم تعد تردّ بالتصريحات، بل بالصواريخ، والمشهد مرشّح لمزيد من التصعيد… فهل هي بداية النهاية للغطرسة العسكرية الإسرائيلية؟ وهل تستطيع تل أبيب أن تُخفي جراحها أكثر من ذلك؟

Zahra's English Stories

Discover Zahra's English Stories on Amazon
Click here to read or buy

شاهد أيضاً

اليونيفيل ليست بديلًا عن الجيش اللبناني… ولا يحق لها التحرك منفردة

في ظلّ التصريحات المضلّلة والتفسيرات “المُعدّلة حسب الطلب” التي تُساق لتبرير بعض المواقف الميدانية والدبلوماسية، …