بين أمر الاحتلال وصمت مصر… هل تُكسر قافلة الصمود على عتبة رفح؟

انطلقت “قافلة الصمود” من تونس في 7 حزيران/يونيو، محمّلة بأمل الشعوب، لا فقط بالمساعدات. ضمّت نشطاء من جنسيات مختلفة، عربًا وأجانب، نساءً ورجالًا، وجاءت كصرخة إنسانية ضد الحصار الخانق المفروض على غزة .

منذ لحظة انطلاقها، حظيت القافلة بتعاطف شعبي واسع، لكنها واجهت صمتًا رسميًا لافتًا، وكأن هناك من يترقب أين ستصل هذه العزيمة. عبرت القافلة البرّ الجزائري، ثم دخلت ليبيا، وسط ترحيب محدود ورسائل تضامن، إلا أن الحاجز الحقيقي لم يظهر إلا عند الحدود المصرية.

الوجهة المعلنة هي معبر رفح، لكن الطريق إلى هناك ليس إنسانيًا كما يبدو، بل سياسي حتى النخاع.

فمع دخول القافلة إلى الأراضي الليبية واقترابها من مصر، برز التحدي الأكبر:
هل ستسمح مصر بمرورها إلى غزة؟
الجواب ليس تقنيًا ولا لوجستيًا، بل سياسي بامتياز.

في 10 حزيران، صرّح وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت بأنه لا يمكن فتح معبر رفح إلا تحت “رقابة أمنيّة صارمة”، محذرًا من “تهريب السلاح والمقاتلين”، ومؤكدًا على ضرورة “منع القوافل غير المنسقة من الاقتراب”. هذا التصريح، وإن بدا موجّهًا لمصر، كان في جوهره أمرًا علنيًا: يجب أن يبقى الحصار قائمًا، ولا يُسمح لأي جهد شعبي أو مدني بكسره.

السؤال الآن:
هل ستتجاوب مصر مع الضغط الشعبي العربي والدولي، أم ستخضع للأوامر الإسرائيلية وتمنع القافلة من دخول غزة؟

حتى اللحظة، لا توجد أي إشارات رسمية مصرية واضحة، لكن الصمت بحد ذاته رسالة. ووسط هذا المشهد الملبّد بالقرارات المؤجلة، تقف قافلة الصمود أمام اختبارٍ مصيري: ليس في إيصال المساعدات فقط، بل في كسر الصمت، وتحدي التطبيع الصامت، وفضح من يمنع عن غزة حتى التنفّس.

القافلة ليست مجرد شاحنات. إنها فضيحة متحرّكة تفضح الأنظمة قبل الاحتلال. فإن مُنعت، سيُقال إن “الظروف الأمنية لا تسمح”. وإن سُمح لها، فسيُحسب الفضل للحراك الشعبي، لا للأنظمة التي طالما التزمت جانب الحياد المُهين.

وفي ظل تواطؤ دولي معلن، يبقى الرهان على الشعوب. فصوت القافلة، وإن أُسكت عند معبر، سيبقى شاهدًا على زمن اختار فيه بعض العرب الصمت، بينما اختار آخرون أن يكونوا في صف الحياة.

مكاريو٢١ مارسيل راشد

Zahra's English Stories

Discover Zahra's English Stories on Amazon
Click here to read or buy

شاهد أيضاً

نساء تحت عدسة العدو وصمت الجمعيات النسويّة مُدوٍّ

في لبنان، لا يقتصر العدوان الإسرائيلي على القصف والقتل فقط، بل يتسلّل بصمت إلى تفاصيل …