Macario21 _ حين يتجرأ صوت على قول الحقيقة، تهتز كراسي الخائفين. هذا بالضبط ما حدث عندما كتب السفير الإيراني في بيروت، مجتبى أماني، تغريدته التي كشفت زيف الادعاءات حول “حصرية السلاح”. في رأينا، ما قاله أماني هو توصيف واقعي وصادق لمؤامرة مستمرة تستهدف الشعوب الحرة وتجردها من أبسط حقوق الدفاع عن النفس، تمامًا كما يحدث اليوم في غزة وجنوب لبنان.
نُسائل هنا: كيف يمكن الحديث عن نزع السلاح بينما تُباد غزة أمام أعين العالم بالصواريخ الأميركية والذخائر المحرّمة؟ كيف يُستدعى سفير قال الحقيقة، ولا يُستدعى العالم أمام محكمة الضمير على مجازر إسرائيل في لبنان وفلسطين؟ إن من يتحدث عن نزع السلاح اليوم هو شريك – بصمته أو مشاركته – في جرائم تُرتكب بدم بارد، وبغطاء دولي فج.
إسرائيل لم تكتفِ باغتصاب الأرض، بل اغتالت الإنسان، وهدمت الحجر والشجر، وأحالت أحياء بأكملها إلى مقابر مفتوحة. من غزة إلى جنوب لبنان، التاريخ يُكتَب بالدم، والعالم يطالبنا بإلقاء سلاحنا لنصبح فريسة كما حدث في العراق وليبيا وسوريا.
كلام السفير الإيراني لم يكن تحريضًا، بل إنذارًا. ونحن نقف معه، لا لأننا نأتمر بما يقوله، بل لأن ما قاله يتطابق مع الحقيقة اليومية التي نعيشها. لا نزع للسلاح قبل نزع سلاح العدو، ولا سيادة معقولة دون قدرة ردعية تُرهب المعتدي.
نص الخبر كما ورد:
علمت “المركزية” أن وزير الخارجية يوسف رجي سيستدعي السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني خلال اليومين المقبلين، وذلك على خلفية ما دوّنه على صفحته على “أكس” حول موضوع حصرية السلاح.
وكان أماني كتب على “أكس”:
“إن مشروع نزع السلاح هو مؤامرة واضحة ضد الدول. ففي الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الأميركية تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تمنع دولاً من تسليح وتقوية جيوشها، وتضغط على دول أخرى لتقليص ترسانتها أو تدميرها تحت ذرائع مختلفة. وبمجرد أن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم والاحتلال، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا”.
وتابع: “نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نعي خطورة هذه المؤامرة وخطرها على أمن شعوب المنطقة. ونحذر الآخرين من الوقوع في فخ الأعداء. إن حفظ القدرة الردعية هو خط الدفاع الأول عن السيادة والاستقلال ولا ينبغي المساومة عليه.”