قبل إعادة جثث الرهائن الأربعة غدًا الخميس، قال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في بيان:
“غدًا سيكون يومًا صعبًا للغاية بالنسبة لإسرائيل، يومًا صادمًا، يوم حزن. نحن نعيد إلى الوطن أربعة من المختطفين الأعزاء الذين سقطوا قتلى”.
وكعادته، لم يفوت نتنياهو الفرصة لرمي الاتهامات على الآخرين، مدعيًا المظلومية، في حين أن الواقع يكشف الوجه الحقيقي لهذا الكيان الذي يمارس القتل والهمجية، ثم يتباكى أمام العالم وكأنه الضحية.
وأضاف: “نحن نحتضن العائلات، فيتمزق قلب أمة بأكملها، قلبي ممزق، ويجب أن يتمزق قلب العالم كله أيضًا، لأننا هنا نرى من نتعامل معه، ومع ما نتعامل معه: ‘وحوش'”. ولكن، من هو الوحش الحقيقي؟ من دمر غزة وقتل الأطفال؟ من دفن العائلات تحت الأنقاض؟ من هجر اللبنانيين من قراهم وقصف المستشفيات والمدارس؟
وتابع نتنياهو، الذي لطالما برع في قلب الحقائق: “إننا نحزن، نتألم، ولكننا مصممون أيضًا على ضمان عدم حدوث مثل هذا الشيء مرة أخرى أبدًا”. وهو في الواقع مصمم على استمرار القتل والتدمير، متسلحًا بالدعم الأميركي غير المحدود، ومتجاهلًا كل القوانين الدولية التي تنتهكها دولته الإرهابية يوميًا.
من جهتها، أعلنت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أنها ستسلم جثة أحد الرهائن الذين تحتجزهم منذ 7 تشرين الأول 2023، في إطار إطلاق سراح أربعة أسرى مقتولين غدًا. وطلب المسؤولون الإسرائيليون من وسائل الإعلام عدم نشر الاسم حتى يتم إخطار عائلته.
وقد أعلنت حماس بالفعل أنها ستسلم جثث شيري بيباس وطفليها الصغيرين أريئيل وكفير، حيث سيتم نقل الجثث الأربع إلى معهد الطب الشرعي في أبو كبير للتعرف عليها، وبعد ذلك فقط سيتم نشر التفاصيل للجمهور.
وفي يوم السبت، ستطلق حماس سراح ستة رهائن أحياء: تل شوهام، عمر شم طوف، إيليا كوهين، عمر فينكرت، أفيرا منغيستو، وهشام السيد. وبحسب تصريحات حماس السابقة، فإن الستة هم آخر من تتم إعادتهم ضمن المرحلة الأولى وهم على قيد الحياة.
أما الرهائن الباقون على قائمة الـ 33 أسيرًا في المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، فهم: شيري بيباس، كفير بيباس، آرييل بيباس، إيتسيك إلجارات، شلومو منتسور، أوهاد ياهالومي، عوديد ليفشيتز، وتساحي عيدان. والاسم الوحيد في القائمة الذي أكدت إسرائيل وفاته رسميًا هو منتسور، بينما تقول إن لديها مخاوف بشأن السبعة الآخرين.
يبقى السؤال: متى سيحترم العالم دماء الأبرياء التي سفكها هذا الكيان؟ ومتى سيتوقف عن تصديق الأكاذيب التي يروجها قادته، وعلى رأسهم نتنياهو، الذي يدعي دائمًا أنه على حق بينما تلطخت يداه بدماء آلاف الأبرياء؟
مكاريو٢١