إسرائيل كيان إلى زوال… بين الحقائق التاريخية والانهيار القادم

منذ نشأتها، وُلدت إسرائيل على أنقاض شعب آخر، بجرائم تطهير عرقي ودعم استعماري غربي، لكن كما سقطت الأنظمة الاستعمارية عبر التاريخ، فإن هذا الكيان المؤقت يسير نحو نهايته الحتمية. ورغم ما تملكه من قوة عسكرية ودعم أميركي غير محدود، فإن المؤشرات السياسية، العسكرية، والديموغرافية تؤكد أن أيامه باتت معدودة.


كيان استعماري… المصير واحد

لا توجد حالة استعمارية في التاريخ بقيت للأبد. من فرنسا في الجزائر، إلى بريطانيا في الهند، إلى نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، جميعها سقطت تحت ضربات المقاومة أو بفعل الانهيار الداخلي. إسرائيل ليست استثناءً، فهي ليست “دولة طبيعية”، بل كيان وظيفي قائم على الإرهاب والاحتلال، واستمراره مرهون بالقوة العسكرية والدعم الغربي، وكلاهما في تراجع.

كسر أسطورة “الجيش الذي لا يُقهر”

منذ عام 2000، حين انسحب الاحتلال من جنوب لبنان تحت ضربات المقاومة، وإسرائيل تعيش هاجس الهزائم. جاءت حرب 2006 لتؤكد هشاشته، ثم جاءت حروب غزة المتتالية، وصولًا إلى معركة طوفان الأقصى، التي أثبتت أن المقاومة لم تعد فقط تصمد، بل تفرض معادلات جديدة، وتجعل كيان الاحتلال يدفع ثمن جرائمه.

العدو الذي كان يتباهى بأنه قادر على سحق أي مقاومة خلال أيام، يجد نفسه اليوم عاجزًا عن تحقيق أي نصر حاسم، رغم امتلاكه أحدث الأسلحة والدعم غير المحدود. الجيش الإسرائيلي، الذي كان يُصوَّر كقوة لا تُهزم، أصبح جيشًا مرتبكًا، يواجه أزمات معنوية، وانهيارًا في ثقة جنوده وقيادته.

إسرائيل لا تواجه فقط خطر المقاومة، بل أيضًا انقساماتها الداخلية الحادة:

احتجاجات واسعة ضد حكومة نتنياهو.
صراع بين اليمين المتطرف والعلمانيين.
توترات عرقية بين الأشكناز والشرقيين، وبين اليهود والعرب.
تصاعد الهجرة العكسية وهروب المستوطنين من الأراضي المحتلة خوفًا من تصاعد المقاومة.
كل هذه العوامل تشير إلى أن الاحتلال ينهار من الداخل، كما حصل مع أنظمة الفصل العنصري والاستعمارية التي سبقته.

تغير ميزان القوى العالمي

في الماضي، كانت إسرائيل محمية بالكامل من قبل الغرب، لكن العالم لم يعد كما كان. صعود الصين وروسيا، وتراجع الهيمنة الأميركية، واستقلالية بعض الدول العربية في قراراتها، كل ذلك يضعف مكانة الاحتلال عالميًا.

حتى داخل الغرب، بدأ الرأي العام بالتغير، حيث تتزايد الحملات المناهضة لإسرائيل، ويتم فضح جرائمها في الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، مما جعل الدعم المطلق لها محل تساؤل حتى داخل الولايات المتحدة نفسها.

المقاومة مستمرة… والاستنزاف لا يتوقف

إسرائيل تُدرك أن بقاءها مرتبط بإخماد المقاومة، لكنها تفشل مرة بعد مرة، فالمقاومة الفلسطينية، ومعها محور المقاومة في لبنان والمنطقة، يواصلون استنزاف الاحتلال وإفشال كل مشاريعه. وكلما طالت المعركة، زادت كلفة الاحتلال..

الزوال قادم.. والمسألة وقت

إسرائيل ليست دولة طبيعية، بل مشروع استعماري مؤقت. قد تحظى بالقوة اليوم، لكن التاريخ يؤكد أن القوة وحدها لا تحمي الكيانات المصطنعة. فمع تصاعد المقاومة، وانهيار الداخل الإسرائيلي، وتغير ميزان القوى العالمي، يصبح زوال إسرائيل ليس مجرد أمنية، بل حقيقة تنتظر لحظة تحققها.

قد يطول الزمن، وقد تتغير الظروف، لكن كما انتهى الاحتلال الفرنسي للجزائر، وكما سقط نظام الأبارتايد في جنوب إفريقيا، ستسقط إسرائيل. فهي ليست أكثر من مستعمرة، والمستعمرات دائمًا لها تاريخ انتهاء.

مكاريو٢١ مارسيل راشد

شاهد أيضاً

الشعب اللبناني فقد الثقة من السياسيين… هل يكون جوزاف عون الرئيس الذي يُحدث التغيير؟

لم يعد لدى الشعب اللبناني أي ثقة بالكلمات التي يسمعها من مسؤولين يتناوبون على المنابر …