إسرائيل تخرق الاتفاق..أي مستقبل للبنان تحت غطرسة الاحتلال؟

في الوقت الذي أُعلن فيه عن اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة وفرنسا، كان من المفترض أن يُشكل هذا الاتفاق خطوة نحو التهدئة وإعادة الاستقرار إلى الجنوب اللبناني.

الاتفاق الذي نصّ على وقف الأعمال العدائية ابتداءً من فجر 27 نوفمبر 2024، شدّد على احترام سيادة لبنان، وعلى انسحاب قوات الاحتلال من جنوب الخط الأزرق، وعلى التزام جميع الأطراف بقرارات الأمم المتحدة، لا سيما القرار 1701.

لكن، وكما هي عادة إسرائيل، أتى الاتفاق ليكون مجرد كلمات على الورق. فمنذ اللحظة الأولى لدخوله حيز التنفيذ، لم تتوقف الغارات الإسرائيلية، ولم تخفِ تل أبيب أطماعها في الأرض اللبنانية. استهدفت طائرات الاحتلال المدنيين، ودمّرت منازلهم، وأجبرت مئات العائلات على النزوح مجددًا.

بنود الاتفاق التي دهستها آلة الحرب الإسرائيلية
الاتفاق تضمّن التزامات واضحة من قبل الطرفين، أبرزها:

1 وقف الأعمال العدائية المتبادلة ابتداءً من التاريخ المحدد.

2 انسحاب إسرائيل من الجنوب اللبناني، مقابل انتشار الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني.

3 حصر السلاح بالقوى الرسمية اللبنانية، ومنع أي جهة أخرى من حمل السلاح أو إنشاء بنى تحتية عسكرية.

4 الالتزام الكامل بقرارات الأمم المتحدة، ومنها القرار 1701، الذي يدعو إلى الحفاظ على استقرار لبنان ومنع الانتهاكات.

لكن، بدلًا من الالتزام، صعّدت إسرائيل من انتهاكاتها، مدّعية “حق الدفاع عن النفس”، في محاولة لتبرير استهداف الأبرياء وتدمير البنى التحتية.

نتنياهو: قائد عدوان بلا رادع

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يخفي نواياه الحقيقية. تصريحاته الأخيرة، التي وصف فيها وقف إطلاق النار بأنه “قبضة من حديد”، تُظهر بوضوح أن تل أبيب لا ترى في الاتفاق أكثر من وسيلة لتثبيت احتلالها وتوسيع نفوذها. فما حدث بعد الاتفاق لم يكن انسحابًا، بل تمددًا عسكريًا، إذ دخلت قوات الاحتلال إلى بلدات لم تصلها حتى أثناء الحرب.

حق المقاومة في الرد

في مواجهة هذه الانتهاكات المستمرة، لا يمكن أن يُطلب من المقاومة اللبنانية الوقوف مكتوفة الأيدي. عندما أطلق حزب الله صاروخين على موقع عسكري إسرائيلي في رويسات العلم، جاء ذلك كتحذير أولي ضد الخروقات الإسرائيلية. المقاومة، التي لطالما كانت خط الدفاع الأول عن سيادة لبنان، تُثبت مجددًا أنها لن تقبل بفرض أمر واقع جديد على أرض الوطن.

دور الدول الراعية للاتفاق: أين الضمير؟

الولايات المتحدة وفرنسا، اللتان لعبتا دور الوسيط في هذا الاتفاق، مطالبتان اليوم بتحمل مسؤولياتهما. أين هما من الغارات الإسرائيلية التي تقتل المدنيين؟ أين مواقفهما من الاحتلال المستمر والدمار الذي خلّفته آلة الحرب الإسرائيلية؟

لبنان لا يحتاج إلى وساطات إضافية خالية من الضمانات. ما نحتاجه هو موقف دولي صارم يجبر إسرائيل على احترام الاتفاقيات الدولية.

اللبنانيون: بين الحياة والموت

ماذا نفعل أكثر؟ هل نبقى في حالة انتظار لغارة جديدة من نتنياهو تُنهي حياة المزيد من اللبنانيين؟ لقد دُمّرت منازلنا، قُتل أبناؤنا، ونُهبت مواردنا. كل يوم يمرّ تحت هذا الاحتلال هو دليل على تواطؤ عالمي يُبيح لإسرائيل أن تفعل ما تشاء.

السيادة ليست خيارًا

لبنان ليس ساحة مستباحة، والمقاومة ليست مجرد بندقية، بل روح وطنية تدافع عن حق الحياة والسيادة. أمام الغطرسة الإسرائيلية، وأمام صمت العالم، تبقى المقاومة هي الخيار الوحيد لمنع سقوط ما تبقى من وطننا. وإذا كان المجتمع الدولي عاجزًا عن مواجهة إسرائيل، فإن الردع الذاتي هو حق وواجب لكل لبناني يؤمن بحقه في الحياة على أرضه.

مكاريو٢١ مارسيل راشد

شاهد أيضاً

الاحتلال الإسرائيلي يواصل انتهاك التفاهمات وقتل المدنيين… والمقاومة حق مشروع في وجه العدوان

منذ أن تولى بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية، أصبح العالم على دراية تامة بأسلوبه القائم …