التيار الوطني الحر يحاول التملص من المسؤولية: من سرقة أموال المودعين إلى الانهيار الاقتصادي

منذ عام 2019، يعاني لبنان من أزمة مالية غير مسبوقة أدت إلى انهيار النظام المصرفي وحجز أموال المودعين. بعد انتهاء عهد ميشال عون ودخول لبنان في فراغ رئاسي منذ 31 تشرين الأول 2022، تفاقمت مشاكل المودعين وزادت تعقيدًا. ورغم ذلك، نرى التيار الوطني الحر، الذي كان جزءًا من السلطة الحاكمة خلال فترة الانهيار، يحاول اليوم تلميع صورته والتملص من المسؤولية عبر التظاهر بأنه يدافع عن حقوق المودعين ويرفع قضايا في المحاكم الأوروبية.

أين كان التيار الوطني الحر طوال السنوات الماضية عندما كانت الجمهورية بأكملها تحت سلطته وأغلب الوزراء من تياره وأكبر كتلة نيابية بيده؟ كيف يمكنه الآن التحدث عن محاسبة الفاسدين وملاحقتهم في حين أنه كان جزءًا من هذا النظام الفاسد؟ الحقيقة هي أن التيار الوطني الحر يتحمل المسؤولية الأكبر في انهيار الاقتصاد اللبناني، لأنه كان في موقع القرار وكان بيده السلطة لإحداث تغيير حقيقي، ولكنه اختار الفشل والفساد بدلاً من ذلك.

الانفجار في مرفأ بيروت وتعطيل القضاء

لن ننسى انفجار مرفأ بيروت الكارثي الذي وقع في 4 آب 2020، وأسفر عن مقتل مئات الأشخاص وتشريد الآلاف. هذا الانفجار لم يكن مجرد حادث عرضي، بل هو نتيجة مباشرة للإهمال والفساد الذي مارسه التيار الوطني الحر ومن خلفه وكل من كان في موقع المسؤولية. كيف يمكن للتيار أن يبرر تعطيل القضاء وتسييسه لخدمة مصالحه الخاصة ومصالح كل الأحزاب السلطوية؟

التيار الوطني الحر هو الأكثر فسادًا بين الجميع

صحيح أن جميع الأطراف السياسية في لبنان تتحمل جزءًا من المسؤولية عن الوضع الراهن، ولكن التيار الوطني الحر يتفوق عليهم جميعًا في الفساد والفشل. هو التيار الذي سلب أموال المودعين، وهو الذي أشرف على انهيار الاقتصاد، وهو الذي تسبب في تعطيل القضاء، وهو الذي كان وراء الانفجار في مرفأ بيروت لأن رئيسه ونوابه ووزراءه الجميع كان يعلم ما كان مخبأ في المرفأ. الجميع كان يعلم والجميع التزم الصمت حتى عند اشتعال الحريق قبل الانفجار لم يكلفوا أنفسهم إخراج من كان يمكن إخراجهم من بيروت وربما كان الوقت كافٍ لإخراج جميع السكان ومن كان في المرفأ وعلى الطرقات.

دعوى قضائية في المحاكم الأوروبية: محاولة بائسة لتلميع الصورة

محاولة التيار الوطني الحر اليوم لرفع دعوى قضائية في المحاكم الأوروبية هي مجرد محاولة بائسة لتلميع صورته وإخفاء الحقيقة عن دوره الرئيسي في الأزمة. هذه الدعوى لن تنجح في محو الحقيقة، ولن تبرئ التيار من مسؤوليته.

إن التيار الوطني الحر هو أكثر من يتحمل المسؤولية عن الانهيار الذي يشهده لبنان اليوم. على اللبنانيين أن يدركوا هذه الحقيقة وأن يحاسبوا التيار وأعضاءه على فسادهم وفشلهم. على اللبنانيين الرجوع إلى الشارع ليطالبوا بمحاسبة ومحاكمة الجميع. على اللبنانيين الشرفاء أن يتوجهوا إلى المحاكم الأوروبية لمحاكمة كل مسؤول شارك في إيصال لبناننا إلى هذه الحالة ليعاقب كل مسؤول سرق الشعب واستهتر بحياته ومصيره. فلا يمكن لكل المسؤولين أن يستمروا في الكذب والتملص من مسؤوليتهم عن دمار هذا البلد وإفلاس شعبه وتدمير مستقبل أجياله.

لا يمكن للأحزاب السلطوية ولا للتيار بشكل خاص أن يستمر في الكذب وتضليل الشعب، والحقيقة ستظل دائمًا واضحة أمام الجميع.

خاص مكاريو٢١ مارسيل راشد

شاهد أيضاً

المقاومة بين الاتهام بالاستسلام واللوم على الصمود.. أين يقف دعاة السيادة؟

في ظل الواقع الراهن، حيث تتكشف ملامح الاتفاقيات التي أنهت المعارك الأخيرة، يبدو أن هناك …