في عيد العمل العامل في لبنان بدون عمل…

الأول من أيار، يومًا للاحتفال بجهود العمال وتضحياتهم، ولكن في لبنان منذ أعوام والعامل بدون عمل…

تبدو الاحتفالات بعيدة كل البعد عن واقع العمال اللبنانيين. بدلاً من الاحتفالات، يغمر الحزن واليأس قلوب العمال كل سنة أكثر من سنة، حيث يعانون من تداعيات الأزمة الاقتصادية المفتعلة فلبنان لا يعاني من نقص في الأموال بل يعاني من زيادة في الفاسدين أو الفاشلين في الحكم…

في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والانهيار المتسارع للعملة، وغلاء في السلع الأولية بسبب الاحتكار المافياوي في سوق سموه اسود بينما هو سوق للفلتان المافياوي المحمي من كبار مسؤولين هذا البلد…

مع كل هذا الفشل والفساد والفراغ وجد الكثيرون من العمال أنفسهم عاجزين عن تأمين لقمة العيش اليومية. البطالة المتفاقمة، التي وصلت إلى نسبة ال ٧٠٪ تقريباً، أصبحت لعائلات كثيرة كابوسًا يهدد بتشريدها وجوعها.

ولكن الأمر لا يقتصر فقط على الجوانب المادية، بل يتعداها إلى الجوانب النفسية والاجتماعية أيضًا. يعيش العمال في لبنان حالة من الذل واليأس، حيث يتعذر عليهم تلبية احتياجاتهم الأساسية وأحلامهم المتواضعة. الكثيرون يجدون أنفسهم محرومين من حقهم في التعليم والتطوير الشخصي بسبب الظروف القاسية التي يمرون بها.

إن مشهد العمال اللبنانيين وهم يواجهون الجوع والمرض، ويعجزون عن تلبية احتياجات أسرهم، يثير الحنين إلى أيام كانت الكرامة والاستقرار فيها متاحين للجميع. هذه المأساة ليست مجرد أرقام إحصائية، بل هي قصص حقيقية لأشخاص يواجهون اليأس بصمود وإصرار، ولكن الأسئلة هي:

كم يجب أن يتحمل العمال اللبنانيون قبل أن تُسمع أصواتهم؟
وكم يجب أن تمتد يد العون لإنقاذهم من هذا الوضع المأساوي؟

في الواقع، ليس لدى العمال اللبنانيين الكثير للاحتفال به في يوم العمال هذه الأعوام وخاصةً هذا العام، بل هو يوم للتذكير بالحاجة الملحة لتحسين ظروفهم وتوفير الدعم اللازم لهم لتجاوز هذه الأزمة الصعبة.

إنه يوم للتفكير كيف يمكن التخلص من مسؤولين فاشلين فاسدين ليستعيد الوطن حيويته ويسترجع العامل حقوقه ويعيش حياته بكرامة..

خاص مكاريو٢١ مارسيل راشد

شاهد أيضاً

طاولة النفاق الوطني: مرآة تاريخية للمأساة اللبنانية

١٤ آذار ٢٠٠٥ كانت نقطة تحول في تاريخ لبنان، ولكن هل كانت فعلاً انتفاضة شعبية …