عناق الجذور… قصة قرية الزيتون في جنوب لبنان

قصة ليست من الخيال أنها حكاية ابناء الجنوب …

في إحدى قرى الجنوب اللبناني، عاش شهيد، الرجل المسن ذو القلب الطيب والعزيمة الصلبة. كانت قريته محاطة بأشجار الزيتون القديمة، التي كانت تشكل جزءاً لا يتجزأ من تراثهم وحياتهم.

عندما اندلعت الحرب في المنطقة، هبت رياح الخطر وسط القرية، ولكن شهيد رفض التراجع. بالرغم من تقدمه في السن، إلا أنه رفض مغادرة منزله الذي شيده بتعبه وجهده على مدى السنين.

وفي قرية مجاورة، كانت هناك امرأة مسنة تُدعى عزة، التي كانت معروفة بحبها الشديد لشجرة الزيتون التي تنمو في فناء منزلها. وبالرغم من أن القذائف كانت تتساقط بجوارها، إلا أنها رفضت ترك شجرتها الوحيدة التي رعتها بحنان وعناية على مدى سنين طويلة.

وكانت لحظات من الصمت والترقب تسود القرية، بينما شهيد وعزة يقفان بكل شموخ أمام منازلهما، يتحديان الحرب والتدمير، محاولين حماية أرضهما وذكرياتهما بكل ما أوتيا من قوة.

وفي اللحظات الأخيرة، وقعت قذائف الموت بجوارهما، مخلفةً خسائر كبيرة، ولكن بينما كان الدمار يحيط بهما، بقيا شهيد وعزة يقفان بقوة وإصرار، يحميان أرضهما وشجرهما، مؤكدين بذلك عمق رابطتهما بالأرض التي تحتضنهما.

وفي نهاية اليوم، وبينما تتوالى أصداء القتال، بقيت قصة شهيد وعزة، الرجل العجوز والمرأة المسنة، محفورة في ذاكرة القرية، تذكيرًا بقوة الإرادة والولاء للأرض والتراب الذي نشأوا عليه وأورثوه للأجيال بعدهما… ليبقى في الجنوب اللبناني شهيد وعزة من جيل إلى جيل…

خاص مكاريو٢١… مارسيل راشد

شاهد أيضاً

رمضان في زمن الحروب.. دعوة لتضامن القلوب وانهاء الإبادة

ساعات قليلة تفصلنا عن بداية شهر رمضان، ومعها تستمر حرب الإبادة في غزة، حيث يقتل …