تشهد العلاقة بين بعض الإسرائيليين والكنيسة، وبشكل أوسع المسيحية، على تعقيدات وتاريخ متشابك. يعود العداء بين بعض الإسرائيليين والكنيسة إلى عدة عوامل تاريخية وثقافية ودينية، من بينها:
التاريخ الديني:
تتمحور علاقة بعض الإسرائيليين مع الكنيسة حول تاريخ ديني متشابك. يرجع جزء من هذا العداء إلى الصراعات التاريخية بين اليهود والمسيحيين، والتي شملت الاضطهادات والتمييز ضد اليهود في أوروبا خلال العصور الوسطى، بما في ذلك الاتهامات بجرائم دينية مثل قتل المسيح. تأثرت هذه العلاقة أيضًا بأحداث مثل صراعات الديانات والحروب الدينية التي حدثت في التاريخ، بالإضافة إلى الصراع العربي الإسرائيلي الحديث الذي زاد من التوترات بين الجماعتين.
الصراع السياسي:
الصراع السياسي في الشرق الأوسط يمتد عبر عدة جوانب، منها الجوانب الثقافية والدينية. في سياق العلاقة بين الإسرائيليين والكنيسة، يمكن أن يكون الصراع السياسي له تأثير كبير. بعض الإسرائيليين قد ينظرون إلى الكنيسة بوصفها جزءًا من الثقافة الغربية، وهذه النظرة قد تتأثر بالمواقف السياسية والمشاعر الوطنية.
من جهة، يمكن أن يرى بعض الإسرائيليين الكنيسة كرمزاً للثقافة الغربية والمبادئ التي قد تكون متعارضة مع القيم والمبادئ الوطنية الإسرائيلية، وهذا ينعكس في توجههم نحوها بشكل سلبي.
علاوة على ذلك، يمكن أن تتأثر وجهة نظر الإسرائيليين تجاه الكنيسة بالتطورات السياسية في المنطقة. فقد يربطون بين الكنيسة وبعض الجماعات أو الدول الغربية التي تدعم بقوة دول العربية، وهذا يمكن أن يعزز من مشاعر عداء أو عدم الثقة تجاه الكنيسة.
التبني الثقافي:
تحتل الكنيسة مكانة متميزة في الثقافة الغربية، ولكن بعض الإسرائيليين ينظرون إليها بنظرة مختلفة؛ فهم يعتبرونها جزءًا من التأثيرات الغربية التي يرفضونها أو يشعرون بالغربة منها. هذا الشعور قد ينشأ نتيجة للانفتاح المتزايد على ثقافة غير اليهودية في المجتمع الإسرائيلي، والذي قد يثير بعض المشاعر المتضاربة بين الانتماء الديني والثقافي. ومن ثم، قد يتبنى بعض الأفراد مواقف عدائية تجاه الكنيسة والمسيحية بشكل عام، قد تتجلى هذه المواقف في الخطابات السياسية أو في سلوكيات يومية تجاه المؤمنين المسيحيين، مما يعكس توترات ثقافية ودينية في البيئة الإسرائيلية.
العقائد الدينية:
يعتبر بعض الإسرائيليين أن وجود الكنيسة يشكل تهديدًا للهوية اليهودية والعقائد الدينية التقليدية، نظرًا لتعددها وتنوعها في العقائد والممارسات الدينية، مما قد يؤدي إلى تشتت الهوية الدينية اليهودية وضعف التمسك بالتقاليد الدينية اليهودية التقليدية. يرى بعض الأشخاص أن اعتناق بعض الأفراد للمسيحية أو الالتزام بالعادات والتقاليد المسيحية يمكن أن يؤدي إلى تأثير سلبي على الهوية اليهودية والانتماء الديني. علاوة على ذلك، يعتبر البعض وجود الكنيسة كجزء من الثقافة الغربية بمثابة تهديد إضافي للهوية اليهودية، حيث يُعتبر الغرب وثقافته مختلفًا تمامًا عن الثقافة اليهودية التقليدية، مما يمكن أن يؤدي إلى صراعات ثقافية ودينية داخل الجماعة اليهودية في إسرائيل.
تظهر هذه العوامل كيف أن العداء بين بعض الإسرائيليين والكنيسة ينبع من مزيج من العوامل التاريخية والثقافية والدينية. يُظهر هذا العداء التعقيدات العميقة في العلاقة بين الديانات والثقافات والسياسات في المنطقة.
كما ان الرؤية الدينية بشأن حق اليهود في أرض فلسطين تختلف بين الأشخاص والتيارات الدينية داخل اليهودية. بالنسبة لبعض اليهود والمجموعات الدينية، فإن أرض فلسطين تعتبر أرض مقدسة وموطن تاريخي لليهود، وبالتالي يعتبرون أن لهم حق التمتع بالأرض والاستيطان فيها وفقًا للعهد الإلهي. ومن هؤلاء اليهود المتشددين الذين يرون أن الأرض المقدسة هي جزء من تراثهم الديني والثقافي.
وهناك يهود يؤمنون بضرورة حل سياسي عادل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي يأخذ بعين الاعتبار حقوق الفلسطينيين ويسعى للسلام والتعايش السلمي بين الشعبين.
خاص macario21 مارسيل راشد
.