الملفات والتحقيقات مكانها القضاء المختص لا محطات التلفزة…

لبنان يمر بفترة صعبة حيث تتصاعد التوترات والمواجهات أحياناً بين الأفرقاء السياسيين وأحياناً بين وسائل الإعلام. الإعلام، واجهة الواقع، قد يتحول إلى أداة تأثير في تشويه الحقائق وتضليل الشعب إذا لم نكن حذرين.

لقد شهدنا حالات واضحة من التباين في تغطية الأحداث الأخيرة، مثل ما جرى في الكحالة وجريمة عين ابل وغيرها من الأحداث المتعددة في لبنان. في هذه الأحداث، تتغير التفاصيل وتبقى النتيجة واحدة: تفريق الشعب. تقدم وسائل الإعلام تحليلات متباينة للوقائع ويصدرون أحكاماً وتقديرات وفقاً لمواقفهم السياسية. ومع ذلك، يجب أن نتذكر أن الحقيقة ليست فقط تابعة لمصالح خاصة أو زوايا سياسية محددة. إن الشعب اللبناني يستحق معرفة الحقيقة كاملة، دون تحريف أو تضليل، من الجهات المختصة في التحقيق ودون تزييف.

قد يؤدي الالتفاف وراء وسائل الإعلام المنحازة إلى تفاقم الأمور. فهذا يمكن أن يثير الفتن ويزرع بذور الانقسام في المجتمع. ومع ذلك، يمكننا من خلال الاستماع بانفتاح إلى آراء متعددة أن نفهم الواقع بشكل أفضل ونساهم في تجنب الصراعات الداخلية. علينا أن نتذكر أن تاريخ لبنان قد علمنا أن الصراعات الحزبية والطائفية بين المسؤولين لا يمكن أن تستمر. بعد الحروب والأزمات المتكررة، وبعد فقدان شبابنا وأطفالنا وأرواح الأبرياء من جميع الأطياف، سيجتمع القادة ويتقاسمون الأدوار، وربما يأتي يوم يعتذرون فيه عما مضى.

لابد أن لا نغفل دور السلطات الرسمية في التحقق من الأحداث ونقل الحقيقة بموضوعية. مصداقية الأخبار تكمن في مصادرها، وهذا يشمل التحقق من الأحداث وتقديمها بوضوح من قبل الجهات الرسمية في حالات وقوع جرائم أو حوادث.

نشر الوعي هو بأهمية عدم الانجرار وراء وسائل الإعلام المنحازة، ونبذل جهداً لتعزيز الوحدة بين اللبنانيين. مستقبل لبنان يعتمد على وحدته، ومصير كل فرد في هذا البلد مترابط مع مصيره. إما أن يحظى الجميع بحياة كريمة في ظل وطن قوي، أو سيكون الجميع عرضة للانهيار إذا انهار الوطن.

خاص macario21 مارسيل راشد

شاهد أيضاً

السنوار: شهيد المقاومة الذي قاتل حتى اللحظة الأخيرة

في ظل الحرب المستعرة في غزة، تتواصل الإشاعات والادعاءات حول ما يحدث على الأرض. وبينما …