Macario 21 News
مقالات مشابهة
في بلد القضاء الاستنسابي، يساق العديد من الأشخاص إلى محاكمات بتهم معينة يتم اختيارها لاستهداف المعارضين للمنظومة الحاكمة. وفي الوقت نفسه، يحظى المخالفون للقانون الذين يتمتعون بتواجد خارج الشرعية بغطاء “حزبي قضائي” يمنع محاسبتهم عن التجاوزات الفاضحة للسلطة ومؤسساتها.
في جلسة محاكمة العميد المتقاعد في الجيش جورج نادر أمام المحكمة العسكرية، صدر حكم بإبطال التعقبات عنه وعن العسكري المتقاعد يوسف الفليطي بسبب عدم وجود نية جرمية. ومع ذلك، يلفت الانتباه أن رئيس المحكمة العقيد الركن خليل جابر تولى الدفاع عنهما بجرم “ارتداء سراويل مرقطة وقبعات عسكرية وتيشيرتات عليها شعار الجيش”.
لم يتردد نادر، الذي نفى التهمة الموجهة إليه، في توجيه انتقاداته إلى النيابة العامة وسأل: “ألم ينخدش شعور النيابة العامة عندما استدعتنا وشاهدت استعراضات عسكرية لأفراد يرتدون زيًا يشبه بزة الجيش إلى حد كبير”.
وقد كان جابر يدافع في مرافعته عما يعتبره “رفيق السلاح”، ولقت مرافعته تفاعلًا إيجابيًا من الحاضرين. واعتبر أن محاكمة نادر والفليطي هي في الواقع محاكمة لأنفسنا ولتاريخ المؤسسة العسكرية.
يجدر بالذكر أن جابر قرر تفصيل قضية نادر والفليطي عن قضية أربعة آخرين وتأجيل جلسة
إلى ديسمبر المقبل، حيث سيتم تبليغهم بالتهم المنسوبة إليهم وتأجيل جلسة المحاكمة الخاصة بهم.
من الواضح أن هذه القضية تكشف عن وجود انتقائية وتلاعب في نظام العدالة، حيث تتم تبرئة بعض المتهمين وتوجيه التهم إلى آخرين وفقًا لأجندات سياسية محددة. يظهر هذا النهج تحولاً عن العدالة الحقيقية وتحول النظام القضائي إلى وسيلة لإسكات المعارضة والسيطرة على المؤسسات.
يجب أن يكون القضاء مستقلاً ومحايدًا، وأن يتمتع بالكفاءة والنزاهة في تطبيق القانون دون تحيز أو تجاوزات. ينبغي أن تتم محاسبة جميع المتورطين في انتهاكات السلطة والفساد بغض النظر عن مناصبهم أو انتماءاتهم السياسية.
من الضروري إصلاح النظام القضائي وضمان استقلاليته وشفافيته، بحيث يكون قادرًا على تحقيق العدالة وحماية حقوق المواطنين دون تمييز. يجب أن يكون القضاء دعامة أساسية للدولة القانونية وضامنًا لحقوق الفرد وحرياته.
لذا، ينبغي أن يتم تحقيق إصلاحات شاملة في نظام العدالة لضمان المساءلة والشفافية والعدالة للجميع، وضمان حماية حقوق المواطنين وحرياتهم وتحقيق المساواة أمام القانون دون تمييز أو تحيز.
خاص macario21 حسناء الحاج حسن
