Macario 21 News
مقالات مشابهة
يعتبر الإعلام أحد أهم ركائز الديمقراطية وعاملًا محوريًا في نقل الأخبار وتوجيه الرأي العام. ومع ذلك، فإن هناك أشكالًا من الإعلام التي تتجاوز دورها المفترض في حماية المجتمع والكشف عن الفساد، بل تتحول إلى وسيلة تستغلها القوى الفاسدة لتبييض صفحاتها وتوجيه الرأي العام ضد شعب يعاني من التجاوزات والاستغلال.
يشهد العديد من البلدان ظاهرة انتشار وسائل الإعلام التي تدافع عن الفاسدين وتفتح المنابر للصوص، سواء كانوا سياسيين أو رجال أعمال فاسدين. يستغل هؤلاء الفاسدون الإعلام كوسيلة لتجميل صورتهم والترويج لأجنداتهم الشخصية. يُعرف هذا النوع من الإعلام بأنه الإعلام المنحاز والمشترى.
يتخذ الإعلام المنحاز مواقف محددة تدعم الفاسدين وتبرر أفعالهم، ويقوم بتشويه الحقائق وتحريف الوقائع لصالح الفاسدين. يستخدم هذا الإعلام الأخبار المفبركة والتلاعب بالمعلومات لتحقيق أهدافه الخاصة. يسعى الفاسدون إلى تضليل الرأي العام وتشويه صورة المجتمع المتضرر وإخفاء الحقيقة.
المستفيد من هكذا إعلام:
منظومة الفساد تستفيد من هذا الإعلام المنحاز بشكل كبير، حيث يتم استخدامه لإلصاق الشبهات والاتهامات بشكل غير مبرر بشأن النشطاء والمنتقدين للفساد. يتم تجاهل التجاوزات والفساد الواقعي الذي يرتكبه الفاسدون، بينما يُضخم ويتم تضليل الرأي العام بأمور ثانوية غير مهمة لتشتيت الانتباه عن الجرائم الحقيقية.
بالإضافة إلى ذلك، يتم استغلال الصحافة ووسائل الإعلام في فتح المنابر للصوص، أي منح الفاسدين فرصة للظهور ولتبرير وجودهم. يتم توفير المساحات الإعلامية لهؤلاء الفاسدين لتبييض صفحاتهم وتسليط الضوء على إنجازاتهم الزائفة، بينما يتم تجاهل المظالم التي يرتكبونها بحق الشعب.
تعمل هذه الممارسات الإعلامية على تشويه صورة الشعب المسروق والمنهوب الذي يعاني من آثار الفساد. يتم تصويرهم على أنهم أشخاص مخربون أو غير قادرين على التغيير، بينما يتم تجاهل إمكاناتهم وصوتهم الحقيقي في إحداث التغيير والمطالبة بالعدالة.
إن الإعلام الذي يدافع عن الفاسد ويفتح المنابر للصوص يعد خطرًا على المجتمعات وعلى الديمقراطية نفسها. يتم استغلاله لتضليل الرأي العام وتشويه صورة الشعب المظلوم. لذا، يتطلب مواجهة هذه الظاهرة تعزيز حرية الصحافة وتعزيز الوعي العام بأهمية الإعلام المستقل والموضوعي. يجب أن يكون الإعلام شريكًا في مكافحة الفساد .
مارسيل راشد خاص macario21
