المحافظة على الاستقلال أهم من الحصول عليه… سنقول الحقيقة ونحن نعتذر ونخجل من دماء شهدائنا الأبرار الذين ارتفعوا ليبقى هذا الوطن وطن الإنسان والكرامة، وطن الحرف والثقافة، وطن الأرز الذي ما عاد وطناً فأي استقلال نحييه اليوم؟
الاستقلال حرية، والحرية كرامة، والكرامة أن تكون مستقلا مادياً وفكرياً ، أن تكون منتج مكتف غير محتاج لأحد، الاستقلال أن تكون على علاقة ممتازة مع كل الدول ولا تكون عبداً مأمورا راضخا لكل ما يفرض عليك…
أي استقلال تعيدون يا أيها المسؤولون وأنتم ليس حتى لديكم صلاحية بتوقيع مرسوم يخدم المواطن، فراغا جمهوريا وزاريا وتهريجا نيابياً لممثلين عن الشعب في مجلس الشعب…
أي استقلال هذا ونحن منذ الاستقلال فرض علينا دستور قسم الوطن إلى أوطان والشعب إلى شعوب، فرض علينا أن نكون مجرد أرقام على لوائح الشطب لا مواطنين في وطن.!
الاستقلال ليتنا ننعم بهذا الاستقلال…!
اليوم نحن نعيش احتلالا ما بعده احتلالا، نعيش في وطن منكوب بسبب إعصار من لصوص اجتاح مناصب الدولة وخرق كل إداراتها وخزانتها دمر مرفأها وخرب مطارها أوقف تجارتها نهب أموالها وشوه طبيعتها ولوث هواؤها، إعصارا خلف ضحايا أموات منهم، ومنهم أحياء دون حياة…
تسونامي أغرق لبنان في عتمة الجهل بعد أن أحرق ثقافة هذا الوطن أغرق الشعب بالفقر والجوع، هجر المبدعون المثقفون الفنانين والرياضيين عزل لبنان عن العالم.
ويتحفنا المسؤولين ناشدين باستقلالنا ومن خارج لبنان أغلبهم يصرح للأسف ويتكلم عن التضحية والوطنية.
الاستقلال ينتزع أو يصنع بالفكر والعمل أولاً كل ما يعطى لك دون جهد يكون أما مشروطاً أما ناقص… ولا يسمى استقلال ما هو ناقصا أو مشروطا…
لذلك على الشعب اللبناني أن يستمر بالمحاولة والجهد كي يستعيد وطن الأرز أن يكمل مسيرته التي بدأت منذ عام 2015 لتحرير الوطن من الفساد والفاسدين يستمر حتى الاستقلال الحقيقي… وسيصنع الاستقلال لا محال، فلا حق يضيع ووراءه مطالبون مجاهدون…
استقلال لبنان الذي يتغنون به اليوم ليس موجوداً كان استغلالاُ للبنان وشعبه لا استقلال.
لبنان اليوم في العناية الفائقة لن ينقذه إلا محبة شعبه ووحدتهم وإيمانهم بأن هذا الوطن لا يموت… لأن أغلب شعبه مغتربون وصامدون فيه لن يتخلوا عنه فهو الكنز الذي سيورثونه لأولادهم وأحفادهم جنة كما وصفه الشعراء في الكتب… لبنان سيعود وطن الحياة وبيروت ستتألق من جديد وستعود عروس الشرق والغرب أيضا…
خاص macario21 مارسيل راشد