بين ١٧ انتهى و١٧ قادماً يبقى الأمل سيد الانتصار…

في مثل هذا اليوم انفجر الشعب اللبناني غضباً على الفساد والفاسدين ، في مثل هذا اليوم امتلأت الشوارع والساحات بمواطنين يرفضون الاستخفاف بشعب عظيم أبى الموت أمام المدفع ولن يرضى أن يهزم أمام الفقر والجوع ، شعب تحدى كل الاحتلالات وانتصر ومستمر في مواجهة أكبر محتل للوطن . محتل يحتل كل زاوية في الوطن محتل الدولة وإداراتها ومؤسساتها أنها المعركة الأصعب ولكنها أبداً لن تكون المعركة المستحيلة الشعب في النهاية سينتصر …

ا١٧ تشرين ٢٠١٩
انتفاضة شعب عانى الأمران مع مسؤولين فاشلين مجرمين بحق شعبهم ، مسؤولين لا يهمهم الوطن وشعبه بل يسعون لبناء مملكاتهم الخاصة ودويلاتهم المقسمة للوطن وشعبه .

في مثل هذا اليوم الشعب اللبناني قال كلمته وأكمل رحلة التغيير التي بدأها في ٢٠١٥ بعدد مواطنين أكبر ومقتنعين أكثر بضرورة التغيير .

نجح نسبياً ويسجل له أهداف إصلاحية لا يستهان بها منها توقيف جرائم كانت ترتكب بحق الطبيعة ، فضح تهريب الأموال وتجميده، توقيف عشرات القرارات التحاصصية في ما بينهم ، فضح القطاع المصرفي ، فضح فساد حاكم مصرف لبنان وتعرية المرجعيات الدينية والكثير بعد من الإنجازات ولم يكن الثمن رخيصاً شهداء الثورة ومصابي الثورة دمائهم وعيونهم وأرواحهم كانت من الثمن الباهظ ومع هذا مستمر في المسيرة … مسيرة التغيير .

١٧تشرين الأول ٢٠١٩ تاريخ أطلق عليه صفة ثورة ١٧تشرين لكنه بالطبع ليس ثورة بل انتفاضة كسرت جبروت منظومة وهزت عرشها جمعاء .

شرذمتهم وفرقتهم ، عرتهم فتدخل كالعادة قرارات دولية وعظات دينية وأكاذيب وإشاعات أحزابهم السلطاوية وقوتهم المسلحة، جندوا كل طاقتهم ومؤسسات الدولة العسكرية أمام الشعب المنتفض لحقه تلك المؤسسات التي يفترض أن تكون حامية للشعب وحقه واجهت الشعب واتهمته بالمخرب، تركوا الحدود وأداروا ظهورهم للعدو المحتل وركزوا على الشعب المسروق المنهوب المجرد بفضلهم من حقوقه المعيشية والمستقبلية . أشهر ستة بقي الشعب صامداً أمام حيتان الفساد وأرباب الأجرام في الساحات مخيم في العاصمة ،حاصر منظومة محتلة للدولة ومتعالية على القوانين لا يملك سلاح سوى سلاح الحق والإيمان ببناء دولة القانون .

رغم جبروتهم وسلاحهم وعساكرهم الأمنية بوجه الشعب انتصر الشعب رغم خروجه من الشوارع بدعم من قوة مسلحة من حماة الفساد والفاسدين ، أتت متخفية في ليل ٢٧ آذار ٢٠٢١ مقتحمة خيم المعتصمون دون إنذار حاصرت وكسرت وأخرجتهم من الساحات بحجة كاذبة صدقها البعض .

ولكن بقي دخان الانتفاضة طيفاً مرعباً لمنظومة تكذب وتكذب لتبقي من بقي من جماهير حولها الرعب من الحق والحقيقة التي كشف عن أغلب تفاصيلها يلاحقهم وسيظل يلاحقهم حتى القبور..!

من ١٧تشرين ٢٠١٩ إلى ١٧ تشرين ٢٠٢٢ أزمات كثيرة ومؤلمة وكارثية أصابت هذا الشعب وما زال صامداً … انتهت الحالة التي سميت ثورة واستمر الغضب والأمل ببناء وطن يليق بشعب دائماً وأبداً يختار الحياة على الموت …

ثورة العدالة قادمة … فالبركان يهمد ولكن يعود وينفجر في لحظة لا يتوقعها أحد..!

الشعب الذي يصنع المعجزات لا يقنعه العالم أن السارق والمجرم يحاسب نفسه .. ثورة العدالة قادمة ، المحاسبة ستكون والأحكام ستصدر أولا من محاكم الشعب وثانياً من محكمة التاريخ وأخيراً سيكون الحساب الأعظم في محكمة السماء ….

فالشجرة مهما علت لن تصل للسماء نهايتها القطع والحرق …والظالم مهم تجبر مصيره جهنم …!

وتستمر ثورة الحق في قلب وروح وعقل كل مواطن شريف من أصحاب الكرامة وما أكثرهم في وطني..

خاص: macario21 مارسيل راشد

شاهد أيضاً

السنوار: شهيد المقاومة الذي قاتل حتى اللحظة الأخيرة

في ظل الحرب المستعرة في غزة، تتواصل الإشاعات والادعاءات حول ما يحدث على الأرض. وبينما …