أكثر الأضاحي واغلاها يضحى بها في وطني…!

رحمةً لأمواتنا لا تذكروهم في هذا العيد، اتركوا أرواحهم ترقد بسلام، كفاهم الم على أحيائهم المدفونين في الحياة، يكفينا ان يذكروننا هم ويدعون لنا بالصبر لنستمر في حياة لا حياة فيها، لا لأجل شيء فقط لأجل الخلاص للأجيال القادمة نستمر، علنا ننقذ الحياة لأولادنا….

مرة جديدة يحل الاضحى علينا بمأساة أكبر من العيد السابق، مرة جديدة يمر علينا العيد بغصة أكبر وحرقة أعمق، مرة جديدة ممنوع على الفقير ان يتذكر امواته ويضحي لأرواحهم ليكسب اجراً وترحماً على غواليه…

الاضحى لم يعد ليضحى بذبيحة من الماشية بل أصبح يضحى بشعب بأكمله.
ضحي بالشعب لأجل مجموعة من اللصوص المجرمين ليتحكمون بمصيره، جميعهم يبررون فسادهم واجرامهم وفشلهم برمي التهمة على الآخر وجميعهم كتلة واحدة مقسومة قسمين ان ابتعد نصفها عن النصف الآخر أحرقت الشعب، وان تلاصق القسمين ذبح الشعب، والشعب اللبناني بغالبيته كل يوم يذبح مئة مرة…

ذاك الذي يبحث عن رغيف الخبز لعائلته ولا يجده يذبح… والذي يبحث عن حبة دواء ولا يجدها لابنه المريض يذبح… الذي لا يملك ثمن كيس حليب لطفله ولا يملك ثمن الحفاضات هذا ان لم تكن “محتكرة” يذبح، والذي يبحث عن عمل ولا يجد في هذه الأزمة ولا حتى عمل مقابل وجبة طعام لأطفاله يذبح… هؤلاء الذين يهاجرون بطريقة غير شرعية مذبحون، هم يواجهون المجهول يلعبون لعبة الحظ من أجل الحياة، ليس لأجل الرفاهية بل لأجل الكرامة التي فقدوها في هذا الوطن…

الرجل الذي يتوسل اي غريب ليساعده بغض النظر ان وجد أو لم يجد من يساعده مست كرامته في العمق … تلك التي عملت في الحقول وفي البيوت وسهرت ليال تعض على وجعها كي تكمل بالعمل الشاق لتجني المال وتعلم ابنها ليحصل على شهادة تفتخر هي بها قبله ولم يعد باستطاعتها تأمين المصاريف له في هذه الأزمة الاقتصادية المفتعلة من منظومة تدعي المسؤولية، ولا ابنها يجد عملاً ليكمل دراسته الم تذبح تلك المرأة ليس فقط مئة مرة بل مليون مرة في اليوم؟
الا يذبحون الأهل عندما ينظرون بعيون اولادهم ولا يجدون الحلم بالغد الذي كان مصدر قوتهم وعزمهم على الاستمرار؟

يحل علينا عيد الأضحى المبارك واغلب الشعب مذبوح ولكن… ورغم كل المأسي جميعنا نقول أضحى مبارك جعله الله يوم الخلاص للانسان على كوكب الأرض، الخلاص اولاً من الحقد المدفون في القلوب وجعل الإنسان انسان هدفه الخير والسلام…

نتأمل ان يعود الامل لداخلنا ويحل علينا العيد ويكون نهاية للازمات كل الأزمات في وطننا وفي العالم أجمع…

خاص macario21 مارسيل راشد

شاهد أيضاً

المقاومة بين الاتهام بالاستسلام واللوم على الصمود.. أين يقف دعاة السيادة؟

في ظل الواقع الراهن، حيث تتكشف ملامح الاتفاقيات التي أنهت المعارك الأخيرة، يبدو أن هناك …