خاص macario21 هادي عبد العال
يقولون يا “بابا نويل”، أنك تحقق كل الأمنيات، أتستطيع وحدك أن تحقق أمنيات لبنان؟
أراهنك أنك لن تأتي، لأنك لا تستطيع وحدك حمل هذا العبء…
“بابا نويل” الذي يحمل عبء الكوكب على أكتافه في عيد الميلاد، لا يستطيع تحمل أمنيات لبنان! لا تستطيع حمل العيد في هذا العام أساساً..
العيد فقط عند الذين يملكون “الفريش دولار” في جيوبهم..
أراهنك أن ٧٠ بالمئة على الأقل من الشعب اللبناني العظيم لا يملكون ثمن الحبشة حتى.. أساساً العيد ليس بالحبشة إنها ليست من الأساسيات.
وزرائنا يتفضلون علينا دوماً بترتيب الأولويات في حياتنا والثانويات منها.. فالأساسيات هي أن تتنفس، والأكل، الشرب، والدواء، والإستشفاء، والسكن واللبس والتعليم من الكماليات التي لا داعي لها..
فنحن شعب مبذر يستخدم “المحارم” لا “الفوطة”..
“بابا نويل”، أمنياتهم غير أمنياتنا. هم كل ما يتمنوه منك بضع هدايا ب بضع دولارات، أما نحن يا “بابا نويل” كما يبشرنا رياض سلامة، بحاجة إلى ١٥ مليار دولار لكي تدور العجلة الإقتصادية. نحن أمنياتنا يا صديقي معقدة، معقدة جدّا. باتت أمنيات هذا الشعب كهرباء لبضع ساعات، وأن يمتلك ثمن ربطة خبز.. ماء وطعام وسكن، أو حتى دواء، أو سرير في مستشفى إذا مرضنا…
بات حلم الأب اليوم أن يجد علبة حليب لرضيع قد يموت دون أخذ غذائه.. لقد دخلوا إلى بيوتنا، وزرعوا الموت فيها، ولا يزالون في قصورهم الدافئة يضعون أضخم الولائم أمامهم ويمسكون الكاميرا، ويقولون اصبروا على الجوع، ويأكلون.. يأكلون لحمنا يا “بابا نويل” كما أكلوا تلك الودائع…
الغريب يا صديقي أننا نصفق، نعرف أنهم سرقونا ولكننا نصفق، لقد وضعوا لنا شيء في الهواء، أو في جيناتنا.. ربما لأننا عندما ولدنا شربنا طائفية الحرب الأهلية، ولا زلنا متمسكين فيها…
في هذا العيد يا صديقي، هل تحمل معك الشهداء الذين ضحت بهم هذه الطبقة؟
هل تحمل معك ضحايا المرفأ علّك تمسح دموع الأمهات؟
هل تحمل معك حليبا لأطفالنا، وطعاماً واقتصاداً؟
هل تحمل الشعلة التي أنارت المتوسط يوما؟
هل تحمل لشبابنا مستقبلهم وأحلامهم التي تتحطم في هذا البلد يومياً؟
لو تحمل تلك الطبقة معك، والله أهون عليك من مصائبهم…
سيعود العيد، وتعود بهجتنا، ويعود لبنان، وتعود تلك الشعلة تنير العالم لا المتوسط فقط…
وأخيرا يا صديقي، إذا زرت لبنان، صلِّ له
“بلاد الأرز اللي ما نسيِت حدا، ما بتستاهل ننساها”…
أعاده الله عليكم ب لبنان أفضل.