في خضم المآسي التي يعيشها لبنان في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل، تتكشف للعالم حقيقة واضحة لا غبار عليها: بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يتعمد استهداف المدنيين اللبنانيين العزل ويحول منازلهم إلى حطام تحت ذرائع واهية. يدّعي نتنياهو أن هناك أسلحة وصواريخ مخبأة في المباني السكنية، مستندًا إلى هذه الادعاءات لتبرير عملياته العسكرية الوحشية، بينما الحقيقة أن هذه المنازل التي سواها بالأرض لا تحتوي على أي سلاح، بل على عائلات بريئة، أطفال ونساء، دفعوا ثمنًا باهظًا لهذه الحملة العنيفة.
نتنياهو، الذي لم يتوانَ عن تكرار هذا السيناريو ذاته في غزة، يعيد اليوم الكرة في لبنان، ويستهدف الجنوب، بيروت، والبقاع، متجاهلاً كل القوانين والاتفاقيات الدولية التي تحظر استهداف المدنيين والمنشآت المدنية. هذا الأمر لا يمكن وصفه إلا بأنه جريمة حرب، وتكرار لهذه الجرائم يسلط الضوء على الوحشية المطلقة التي يتحلى بها هذا السفاح.
المجتمع الدولي، والعرب، والخليج، والأمم المتحدة جميعهم يراقبون عن كثب ما يحدث، ولكن ما يلفت الانتباه هو الصمت المطبق الذي يخيم عليهم، وكأن المصالح الاقتصادية والسياسية هي الغاية الأسمى، ولا يهم حجم الدماء المسفوكة والأرواح التي تزهق في لبنان وغزة. فالدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، تواصل دعمها اللامحدود لجرائم نتنياهو، وكأنها شريكة في هذه المجازر التي ترتكب بحق الأبرياء.
الدعم الأميركي لإسرائيل لم يعد مفاجئًا، بل أصبح جزءًا أساسيًا من السياسة الخارجية للولايات المتحدة. لكنها سياسة تفتقر إلى الأخلاق والعدالة، حيث تغض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعوب العربية. الإدارة الأميركية، التي تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية، تواصل دعمها الأعمى لإسرائيل، مهما كانت الجرائم التي ترتكبها بحق الأبرياء. هذه الإدارة تضع مصالحها الاقتصادية والسياسية فوق حقوق الإنسان، متناسية أو متجاهلة أن دعمها لنتنياهو يجعلها شريكة في جريمة التهجير القسري والقتل الممنهج الذي يستهدف الأطفال والنساء.
إن ما يفعله نتنياهو في لبنان، كما فعله في غزة، يمثل أكبر إهانة للإنسانية والعدالة الدولية. التهجير القسري والتدمير العشوائي للمنازل جريمة حرب بكل المقاييس، والسكوت عن هذه الجرائم هو وصمة عار في جبين كل من يدعي الدفاع عن حقوق الإنسان. لذا، نطالب بتحقيق دولي نزيه ومستقل، لفضح الحقيقة وكشف الأكاذيب التي يروج لها نتنياهو وإدارته. ويجب على العالم أن يدرك أن بنك أهداف نتنياهو لا يضم سوى الأبرياء، النساء، والأطفال.
خاص مكاريو٢١ مارسيل راشد