مع بداية الأزمة الاقتصادية قيل ان التقشف سيبدأ بزيادة الضرائب على الكماليات فسكت الشعب وكأن الكماليات هي من حق الميسورين والاغنياء،ومن كان يعيش براتب متواضع لا حق له بالعيش يكفي انه حي وموجود في زاوية من زوايا هذا الكوكب،وكأن من لا رصيد له في المصارف لا يحق له الترفيه عن نفسه يكفيه أن يعمل ويأكل وينام وكأن بالخبز وحده يحيا الانسان وحتى الخبز بنظرهم أصبح من الكماليات فمن يتحكم بمصير الشعب مسؤولين فاسدين بنظرهم ان استطاع أن يأكل المواطن عشب فهذا انجاز لهم لأنهم سيتحكمون أكثر فأكثر بمصيره وحياته وسيكون خاضعاً طائعاً لهم ولكن هذا من سابع المستحيلات أن يتحقق سيبقى الصوت المقاوم للذل عالياً وكل يوم سيزداد عدد الأصوات الرافضة للذل والظلم أكثر لأن الشعب العظيم لا يرضخ ولو كان البعض يراه راضخاً فليس كل ما تراه حقيقة ولا كل ما تسمعه واقعاً الاستحقاق أصبح قريب والمحاسبة آتية لا محال…!
لعبة المنظومة المتحكمة بلبنان أصبحت مفضوحة يلهون الشعب بالأمن المتفلت الذي يحركونه على حسب مصالحهم … وبالشائعات عن انفسهم ويحرصون على نشرها ومن ثم تكذيبها ويلهون جماهيرهم بمشاجاراتهم وبياناتهم التافهة المفضوحة.
أصبح الصغير في لبنان يعلم قبل الكبير أنهم منظومة واحدة متحدة في السر ومختلفة في العلن هم لا يبالون بهموم الشعب فقط همهم الوحيد الاستمرار بالسلطة ونهب المال العام ولقمة عيش المواطن … فلو كان همهم المواطن لما وصل البلد للانهيار فلبنان ليس بلد فقير بل هو بلد منهوب وناهبينه هم من يوهمون المواطن أنهم حماته وهم حريصون على مصالحه،ولكن لو كنتم حريصون لما وصلنا الى ما نحن عليه لو كنتم حريصين على مصالح المواطنين لكنتم بدأتم التقشف منكم ومن عائلاتكم وليس من المواطن …!
في الوقت الذي أصبح نسبة كبيرة من المواطنين بدون عمل أي صفر مدخول شهري لعائلاتهم،بالوقت الذي لم يعد بمقدور المواطن أن يدفع أجار منزله لم يعد لديه ثمن حبة دواء ان وجد الدواء، بالوقت الذي أصبح راتب المواطن الشهري لا يكفيه ليوم واحد لأن العملة الوطنية أصبحت بدون قيمة مقابل العملة الأجنبية التي يتحكم بسعرها مافيات محمية من منظومة فاسدة في ما يسمى بالسوق السوداء،وكل السلع مرتبطة بهذه العملة وكل شيء مرتبط ببعضه بعضاً … وسط هذه الأزمة المميتة اقتصادياً كان من المفترض أن يسهر المعنيون لانقاذ ما يمكن انقاذه،نراهم يسهرون ولكن …
في ملاهي ليلية يحيون أعياد ميلادهم وفي صالات يحيون اعراسهم وافراحهم وينفقون مئات آلاف الدولارات على كمالياتهم من أين لكم كل هذه الأموال؟ بالوقت الذي نهبت أموال المودعين وجنى عمرهم ولا من مسؤول مسؤول،ولا من مسؤول مهتم فكمالياتهم فقط ان بدأ منها التقشف تنقذ الوطن بدل التقشف واعتبار رغيف الفقير هو من الكماليات.!؟
ولكن أقول مهما طال الليل ومهما بلغت عتمته واشتد سواده وطال انينه وآلامه الا أنه ستشرق الشمس ويشع النور على وطن لن يموت ولن ييأس شعبه فشعب لبنان جبار ودائماً وأبداً ستبقى الحياة تنبض في روح اللبنانيين وفي هذا الوطن لان للحياة عنوان يبدأ باسم لبنان
وأخيراً وليس آخراً لكل من اوصلنا ووطننا الى ما نحن وصلنا اليه أقول انتظر قليلاً بعد فالمحاسبة آتية لا محال ….!
خاص: Macario21 مارسيل راشد