يوم الخميس الماضي، شهدت بيروت احتجاجات عنيفة من قبل بعض أهالي ضحايا انفجار المرفأ . وفي ظل هذه التحركات، تم إشعال النيران في إطارات أمام قصر العدل في بيروت، مما أدى إلى استدعاء وليم نون وبيتر بو صعب إلى تحرّي بيروت يوم الأربعاء المقبل، بتهمة محاولة إحراق قصر العدل.
المطلوب إحقاق العدالة أم انتهاك للعدالة؟
تتفاوت آراء اللبنانيين حول طبيعة التحركات التي يقوم بها أهالي ضحايا المرفأ. يروج البعض لفكرة أن هذه التحركات تمثل صرخة وجع لأهالي ضحايا انفجار المرفأ الذين فقدوا أحباءهم ومعاناتهم لا تزال جارية حتى اليوم. ومن الجانب الآخر، يرى آخرون أن إحراق قصر العدل يعتبر جريمة جديدة، تستهدف تعطيل العدالة.
من الواضح أن هناك حالة من الاحتقان والغضب بين أهالي ضحايا المرفأ، وتتجلى هذه المشاعر في تحركاتهم الغاضبة. فهم يطالبون بالحقيقة والعدالة، يرون أن السياسيين والقضاة المتقاعسين هم المسؤولون عن الكارثة التي حلت ببيروت، حيث تم تدمير المدينة وقُتل وجُرح المئات من المواطنين. هؤلاء الأهالي يعانون حتى اليوم من آثار الانفجار، وبعضهم لا يستطيع تلقي العلاج اللازم بسبب انعدام الأموال. يعتبرون السياسيين والقضاة المسؤولين عن هذه الجريمة، ويرون أنهم هم المجرمون الحقيقيون الذين يجب أن يحاسبوا أمام القضاء.
قصر العدل هو رمز للعدالة أم لللاعدالة؟
في هذا السياق، جرى إشعال النيران في إطارات أمام قصر العدل في بيروت. ورغم أن هذا الفعل يعتبر جريمة وتجاوزاً على النظام العام، إلا أنه يجب أن نفهم الغضب واليأس الذي دفع بهؤلاء الأهالي للقيام بهذا الفعل. إن استخدام قصر العدل كرمز للعدالة في بيروت كان مجرد رمز، لكنه تحول في أعين الكثيرين إلى رمز للعدالة المفقودة والانعدام الذي يعاني منه اللبنانيون.
من الطبيعي ان يغضب اهالي ضحايا انفجار المرفأ بعد طول هذا الوقت على تمييع القضية بل الجريمة بحق بيروت وابناء هذا الوطن كل الوطن من شماله حتى جنوبه اغتيل في ذاك الانفجار المدمر المفتعل .
يجب على السلطات السياسية والقضائية أن تستجيب لمطالب الأهالي وتعمل على تحقيق العدالة وتقديم المسؤولين عن هذه الجريمة إلى العدالة. لا ان تستدعي اصحاب الدماء المغدورة..!
علينا أن نتذكر أن هؤلاء الأشخاص ينتمون إلى أهالي ضحايا المرفأ، وهم يعانون من جراح عميقة نتيجة الكارثة. لذا، يجب أن يتعامل القضاء الشريف مع هذه الحالة بمنظور إنساني وفهم الخلفية التي دفعتهم إلى ارتكاب هذا الفعل.
إن استدعاء وليم نون وبيتر بو صعب إلى التحقيق في قضية إحراق إطارات امام قصر العدل هو تطبيق للقانون نعم، ولكن طبقوا القانون اولاً على من فجر المرفأ وقتل أشقائهم واحبائهم وبعدها نفذوا القانون على من هم يطالبون بالقانون وتحقيق العدل بإستقلالية وضمير العدالة.
في النهاية، يجب أن نسعى كالبنانيين جميعاً لتحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن الانفجار المروع في مرفأ بيروت. يجب أن تكون هناك رغبة صادقة من السلطة القضائية على تحقيق العدالة وإعادة بناء الثقة بين القضاء والشعب. على السياسيين والقضاة أن يتحملوا المسؤولية ويعملوا بجدية على تلبية مطالب المواطنين، لأن استعادة الثقة وبناء مستقبل أفضل للبنان يعتمد على ذلك.
خاص macario21 مارسيل راشد