ما زال رئيس مجلس النواب نبيه بري عالقاً في وهم عقد الحوار، معلّقاً معه الاستحقاق الرئاسي من دون أن يكترث لوضع البلاد الذي بات على المحكّ بكل ما للكلمة من معنى.
في الوقت الذي تتجه فيه كل الأنظار إلى كواليس اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك في ظل المعلومات عن إمكانية انعقاد “اللجنة الخماسية” (السعودية، ومصر، وقطر، والولايات المتحدة وفرنسا) المهتمة بالشأن اللبناني لتحديد المسار الذي سوف يسلكه الملف الرئاسي المتأزم داخلياً، لفت إعلان رئيس المجلس النيابي نبيه بري عن نيته الدعوة إلى الحوار في أوائل تشرين الأول، مؤكداً أنه هو من سيديره؛ ما يدحض عملياً كل التوقعات بإمكانية أن يكون الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان هو من يدعو إلى حوار ويترأسه، خصوصاً بعدما بدا في جولته الأخيرة على المسؤولين اللبنانيين مسوّقاً لـ”حوار بري”، لا مبادراً أو طارحاً رؤية جديدة للحل.
وتؤكد مصادر حزب القوات اللبنانية، أن “موقف فريق المعارضة كان ولا يزال موحداً، وهنا نتحدث عن تكتل من 31 نائباً، إضافة إلى نواب آخرين أعلنوا رفض أي حوار والتمسك بآلية الانتخاب الدستورية التي تقول بجلسة بدورات متتالية”. وشددت المصادر في تصريح لـ”الشرق الأوسط” على أن “كل ما هو خلاف ذلك يعني انقلاباً على الدستور واستمرار الانقلاب على البلد والجمهورية”. وتضيف المصادر: “أصبح واضحاً أن الممانعة تتلطى بعنوان الحوار من أجل مواصلة التعطيل، وقد تبين أن اللجنة الخماسية وصلت لقناعة أن لا إمكانية لأي فريق أن ينتخب مرشحه ويجب الذهاب إلى خيار ثالث… ومن يرفض هذا التوجه هو الممانعة التي لا تزال متمسكة بمرشحها وهي غير قادرة على إيصاله، أي أنها متمسكة باستمرار التعطيل، من هنا نؤكد أننا لسنا بصدد المشاركة في مسرحية جديدة لتغطية هذا التعطيل”.
وفي حين ينسجم موقف “القوات” تماماً مع موقف “الكتائب”، يبدو التيار الوطني الحر أقرب للموافقة على السير بمبادرة بري رغم الانتقاد التي وجهه إليها رئيسه النائب جبران باسيل عند حديثه عن “صيغة ملتبسة”.
وكان أوضح بري، “أنّه يقصد بجلسة مفتوحة بدورات متتالية حتّى انتخاب رئيس الجمهوريّة، أي على طريقة انتخاب بابا روما، في أوضح من هيك؟”.
وكشف، عن “أنّه سيدعو إلى الحوار في أوائل تشرين، إذا لم تحدث أي مفاجأة. ما زال الوقت أمامنا، وسمعت بأنّ القطريّين سيأتون إلى لبنان بطرح ما”، مؤكّداً “أنّني سأدير الحوار، وسيكون معي نائب رئيس المجلس الياس بوصعب”، معربًا عن ثقته من “احتمال الوصول إلى حلّ”.
الشرق الأوسط