رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أنه نادراً ما شهد لبنان هذه الملفّات المتشابكة والمعقدة ، في الأَمن الوطني ، وفي الاقتصاد ، وفي العمل السياسي ، وفي علاقاته العربية والدّوليّة.
واعتبر دريان ، في رسالة الى اللبنانيين لمناسبة بداية رأس السنة الهجرية الجديدة،أن أزمة انتخاب رئيس جديد للجمهورية هي الأَسوأ وقعاً، مشيرا إلى أن هذه الأزمة بالذات ، ما كان لها داعٍ، فالجميع يقولونَ بالطائف والدستور علما ان الدستور حدد مساراً واضحاً لانتخابات الرئيس . وسأل :” لماذا لا نتَّبع هذا المسار الواضح، دونما اتهاماتٍ متبادلَة ، وتعطيل ما لا يصح تعطيله؟”.
ورأى أن ما يجري اليوم على الساحة من شغورٍ رئاسي ، وتصريف أعمال في الحكومة بالحدود الضيّقَة ، وتعطيل انعقاد جلَساتٍ تشريعيّة، معيبٌ بحق كل من يعرقل إنجاز هذه الاستحقاقات التي لا ينهض البلد من دون تَحقيقها، وأَولها انتخاب رئيس ليعيد للبنان مكانته، وللمؤسّسات تَوازنها.
وقال:” كفانا تذاكياً ومزايداتٍ على بعضنا، داعياً الجميع الى التنازل لمصلحة لبنان ، وإلا فلبنان ذاهب إلى الويلات والمصائب التي ستقع على الجميع .
وشدد دريان على أن السكوت عن مطالب اللبنانيين المحقة جريمة لا تغتفر ، مشيراً الى ان المواطن لا يريد أقوالاً وخطابات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع، بل يريد أفعالاً تنتشله مما هو فيه .
ولفت دريان إلى أن دور المرجعيات الدينية وطني وتوجيهي ، ولم تقَصر في رفع الصوت دائماً لحث المسؤولين على اتخاذ المبادرات .
ودعا دريان جميع النواب، وخصوصاً النواب المسلمين، إلى الاجتماع ليس لحفظ حقوقهم فقط ، بل لتحقيق المصلَحة الوطنية ، في أن يكونَ للبنان رئيس تمكنه الكفاءَة والخبرة والنزاهة من حل المشكلات المتراكمة .
وقال: إن لم يكن لكم بسبب وحدتكم وزن في انتخاب الرئيس العتيد ، فلن يكون لكم وزن في الحكومة ورئيسِها”.