جاء في المدن :
لم تمر الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة، التي انطلقت اليوم الإثنين في 10 تموز، من دون انكشاف بعض من ارتكابات بعض المدارس بحق العديد من الطلاب وأهاليهم. وما حصلت عليه “المدن” من معلومات جزء بسيط يعبر عن الفوضى التي تعتري قطاع التربية.
عدم وجود مراكز الامتحانات
الفضيحة التي تمكنت “المدن” من متابعتها يوم أمس الأحد، والتي تعبّر عن الارتكابات التي تقوم بعض المدارس، تتمثل بقدوم طلاب من مختلف المناطق اللبنانية إلى مدينة صيدا، لإجراء الامتحانات الرسمية في مراكز المدينة. وتبين من تحقيقات “المدن” أن هؤلاء الطلاب مسجلون في مدرسة في صيدا، تحت اسم ثانوية صيدا انترناشيونال سكول، الكائنة في منطقة عين الدلب.
في التفاصيل، أبلغ القيمون على المدرسة الطلاب بأنه عندما يسألون لماذا أتوا من البقاع أو الشمال إلى صيدا، لتقديم الامتحان، يكون جوابهم أنهم إما تقدموا بطلبات ترشيح حرة أو لأن مراكز الامتحانات في مناطقهم مقفلة بسبب عدم تأمين وزارة التربية مراقبين لها، وتم توزيع طلاب هذه المراكز على مختلف مراكز الامتحانات في لبنان.
بعد ظهر يوم أمس الأحد وصلت شكوى من صيدا لـ”المدن” حول تعثر وزارة التربية في تأمين مراكز امتحان في بعض المناطق، ما أدى إلى قدوم طلاب من البقاع والشمال إلى صيدا لتقديم الامتحان. لكن في تحقيقات “المدن” تبين أن لا إقفال لأي مركز امتحانات في أي منطقة في لبنان.
خدمات تقديم الامتحان
توسعت خيوط التحقيقات التي أجرتها “المدن”، وتبين بعد التواصل مع أحد الطلاب أن هناك تكتماً على السبب الأساسي الذي دفع هؤلاء للمبيت في صيدا. ففي البداية كان السبب الوهمي هو إقفال وزارة التربية مركز الامتحانات وتوزيع الطلاب عشوائياً على لبنان. ثم لاحقاً، كان السبب المفبرك أنهم تقدموا بطلبات ترشيح حرة وأتى اسمهم في صيدا.
هذه الأسباب غير المنطقية قضت بإجراء استقصاء موسع، لأن إقفال أي مركز امتحانات يؤدي إلى توزيع الطلاب على المركز الأقرب للسكن، ولأن الطلبات الحرة تكون في المنطقة التربوية حيث سكن الطلاب. بمعنى آخر، زلة لسان أحد الطلاب حول سبب قدومه للمبيت في صيدا أدت إلى انكشاف أمر “الثانوية”. فقد تبين أنه وزملاءه من مختلف المناطق مسجلون رسمياً في “ثانوية صيدا انترناشيونال سكول”، وعليهم تقديم الامتحان في صيدا. وتبين أنهم حصلوا على خدمات من مدارس وهمية في مناطقهم تسجل طلابها رسمياً في مدارس أخرى. ووفق المعلومات التي حصلت عليها “المدن” تبين أن عدد طلاب هذه الثانوية، الذين حصلوا على طلبات ترشيح، هو 52 طالباً، غالبيتهم من البقاع الشمالي والأوسط وعكار وطرابلس وبيروت.
الموافقات الاستثنائية
أما قضية “الموافقات الاستثنائية” التي عادت وحصلت عليها مدارس غير مرخصة، بعد توقف لمدة ثلاث سنوات، فانكشفت في المنطقة التربوية في بعبدا يوم أمس الأحد. فقد تبين أن مدرسة الأمان النموذجية التابعة للمنطقة التربوية في بعبدا، سجلت 41 طالباً للتقدم لشهادة الثانوية العامة. ولم تحصل المدرسة على موافقة مسبقة، ولم تتمكن من تأمين طلبات الترشيح للطلاب. وتبين أن هذه المدرسة الكائنة في داريا في قضاء الشوف، لم تحصل على موافقة استثنائية إلا يوم الجمعة الفائت، أي بعد مرور ثلاثة أشهر على منح الاستثناءات. وبالتالي، لم تصدر طلبات ترشيح لطلاب هذه المدرسة. لكن بعد اعتراض “أهل الطلاب” يوم أمس الأحد في المنطقة التربوية في بعدا، جرت اتصالات وأصدرت وزارة التربية بطاقات الترشيح.