رعى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وراعي أبرشية صيدا للموارنة المطران مارون العمار اليوم، حفل اطلاق كتاب الخوري عيد بو راشد “كنيسة المختارة بين الكرسي والدارة” – صفحات من تاريخ الدروز والموارنة.
شارك في المناسبة ممثل عن شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الشيخ الدكتور سامي ابي المنى، راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الملكيين الكاثوليك المطران ايلي بشارة حداد، الوزير السابق ناجي البستاني، وممثلون عن النائب نعمة طعمة: طوني انطونيوس، وعن النائب المستقيل مروان حمادة: نجله كريم حمادة، رئيس الاركان في الجيش اللواء امين العرم، ورئيس الحركة اليسارية اللبنانية منير بركات، ورئيس مؤسسة العرفان التوحيدية الشيخ نزيه رافع، والدكتور ناصر زيدان، ووكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الاشتراكي الدكتور عمر غنام، وامام مسجد الامير شكيب ارسلان في المختارة الشيخ عبد الحميد بسيوني، والنائب العام المونسنيور مارون كيوان، وعدد من رؤساء واعضاء المجلس المذهبي، ولفيف من رجال الدين المشايخ والآباء، وشخصيات وفاعليات ورؤساء اتحادات وبلديات ومخاتير وأهال.
بعد تقديم من سلمان زين الدين، تحدث المطران العمار، فقال: “ربما كانت المؤامرات تحاك على اللبنانيين، والثورات تندلع، ويغذيها الجو السياسي الخارجي المنقسم حول مستقبل لبنان، وانقسام اللبنانيين في ما بينهم وحضور المنتدبين على أرضنا، والذي لم يرق للكثيرين من أبناء الوطن. وقد اندلعت الثورات في الجنوب اللبناني في أشكال مختلفة، وخلفت الكثير من القتلى والجرحى والاضرار المادية. وكان الشوف معد لتشمله هذه الثورات نظرا إلى دقة الوضع بين أبنائه، وسهولة إيجاد إختلافات في ما بينهم، ورأينا بعض آثار هذه الثورات التي ذكرها أبونا عيد في كتابه. هنا تدخل المسؤولون في الجبل بقوة وأخمدوا الثورة في عقر دارها، ولم يتركوها تنتشر، وهذا دليل واضح على محبتهم لجبلهم ولاهله… وإن التعاون والتفاهم بين المسؤولين في الجبل كان يرتكز على التواصل الدائم في ما بينهم، فكانوا يكتشفون المؤامرات سريعا فيخمدوها ويتعاونوا مع الجميع ليكون الشخص المناسب في المكان المناسب. فكان كل مسؤول يتواصل مع الاخر من دون حرج أو منة ليطلب منه ما يستطيع أن يقوم به مع المسؤولين المحليين ومع المنتدب، من أجل مصلحة الجبل والوطن والمواطن. والرسائل في هذا الشأن في ما بينهم كثيرة، ودون قسم منها في هذا الكتاب ليبقى عبرة للتعاون الخير ومبدأ لا يتغير ولو تغيرت رجالات التاريخ”…
وتابع،”علينا أيها الاحباء، لكي نحقق ذلك انه عندما نقترع لممثلينا في المجالس البلدية والا ختيارية وفي مجلس النواب، أن نحدِّد ميزة المنتخب ونختاره على أساس الوعي الكامل للمصلحة الوطنية وهمته في العمل من اجل المواطن ورؤيته السياسية الخيرة للمستقبل، واضعين أمام أعيننا أن الخراب سهل ومؤلم ولا نعرف إلى أين يؤدي، ولكن الاعمار صعب وطويل، والحضارات الخيرة بحاجة إلى قلوب صافية وأخوة حقيقية وتعاونٍ مثمر وصبرٍ كبير ورؤية واضحة، وهذا ما كان سائدا بين الذين ذكرتهم في تلك الحقبة من زمننا الجميل في الحبل”…
وتحدث رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي فقال: “شكرا للاب عيد بو راشد على هذا العمل الرائع والجبار الذي يؤكد عمق العلاقة التاريخية بين الموارنة والدروز بين المسيحيين والدروز على رغم من لعبة الامم المدمرة والمخربة”…
واضاف: “سيبقى الامل في مواجهة هذه الموجة موجة التصحر الفكري والسياسي والوجودي التي تهب علينا من كل حدب وصوب بتسميات مختلفة ولكن بجوهر واحد هذه هي اهمية الازهر والفاتيكان التي صاغها الحبر الاعظم البابا فرنسيس والدكتور احمد الطيب وهذه وصية البابا يوحنا الثاني في اعتباره لبنان رسالة”.
وختم: “بما اننا نتكلم في هذه الساحة في بعقلين في ظل تمثال فخر الدين اسمحوا لي بدعوتكم الى مشغل ال عساف في الورهانية حيث الجمال والفكر والابداع وصفحات من التاريخ بين اهل الجبل بين الدروز والموارنة ومهما قويت قوى الشر وكبرت فإن قوى الخير ستنتصر”.
وختاما تحدث مؤلف الكتاب الاب عيد بو راشد عن كتابه وما يتضمنه، وقال: “يصدر هذا الكتاب في توقيت مفصلي، ليشكل فرصة ولقاء بين أبناء المنطقة الواحدة، والوطنِ الواحد، ويساعدنا في التعرف على تاريخ مفصلٍ من العلاقات بين الموارنة والدروزِ لطالما أثارت الأسئلة والهواجس”…
وتابع: “لم يقتصر تاريخ الجبلِ على التوترات والتشنجات والصدامات”…
وأضاف: “من خلالِ صفحات الكتاب، نرى أن الأطراف جميعهم سعوا الى تعزيزِ الرباط الإنسانيِ بين الدروزِ والموارنة في شكل خاص، ليصبح أساسا لبناء بيئة مجتمعية مترابطة ومتعاونة”…
ومن ثم وقع الاب بو راشد كتابه للحضور.