جاء في “المركزية”:
النوايا بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي صافية، بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، على خلاف ما كانت بين الاخير والرئيس سعد الحريري. الا ان هذه الشكليات، لا تبدو حتى الساعة كافية لاخراج الحكومة الى الضوء.
فالعقبات كثيرة على درب التأليف، واللقاءات بين المعنيَين بالتشكيل لم تتمكن بعد من تذليلها. الزيارة الاخيرة التي قام بها ليل الاربعاء مديرعام القصرالجمهوري، الى منزل ميقاتي موفدا من الرئيس عون ناقلا موقفه حول بعض جوانب التشكيلة، يبدو تركت علامات استفهام كثيرة لدى الرئيس المكلف، حتى ان اوساطا قريبة من نادي رؤساء الحكومات السابقين تقول، وفق المصادر، ان هذه الزيارة نسفت جهود ميقاتي وكشفت المستور. اذ بحسب المعلومات المسربة، أوحت ملاحظات عون انه يريد تسمية وزرائه والوزراء المسيحيين، مقترحا اسماء ستؤمن له ثلثا معطلا بشكل مبطن في الحكومة العتيدة.
الى ذلك، تضيف المصادر، يبدو من الاسماء المقترحة للتوزير، ان الحكومة العتيدة لن تكون من اختصاصيين مستقلين، بل ستضم حزبيين ومستشارين، لتُشكل نسخة منقّحة عن حكومة الرئيس حسان دياب. وبينما اعلن ميقاتي بنفسه في زيارته العلنية الاخيرة الى بعبدا، ان لا يمكن ايجاد في البلاد شخص لا ولاء سياسيا له، تسأل المصادر عن معايير المبادرة الفرنسية وما اذا كانت تبخّرت في شكل نهائي، وما اذا كان المجتمع الدولي والمانحون، سيرضون بتشكيل حكومة – اي حكومة – بالتي هي احسن، وما اذا كان ميقاتي ايضا سيرضى بترؤّس حكومة كهذه..
الى هذه العقبات، تشير المصادر الى ان الخطاب الاخير للامين العام لحزب الله امس واعلانه وصول بواخر النفط الايراني الى لبنان في الايام المقبلة، بدوره، عقّد، كي لا نقول نسف جهود التشكيل، خاصة في ضوء موقف الرئيس سعد الحريري من هذا التطور، وقوله ردا على نصرالله “نعم المواقف التي سمعناها تقول للبنانيين انهم لا يريدون حكومة. فأي حكومة هذه التي يريدونها أن تفتتح عملها باستقبال السفن الايرانية والاصطدام مع المجتمع الدولي، في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان الى حكومة تحظى بدعم الاشقاء والاصدقاء”. وختم الحريري “يستطيع حزب الله ان يحصل على تأشيرة تواطؤ مع العهد، وان يغطي نفسه بصمت الفريق الرئاسي، لكنه لن يحصل من اكثرية اللبنانيين على اجازة مرور لتسليم لبنان للسطوة الايرانية. هذه مواقف ستضاعف من معاناة الناس المعيشية والاقتصادية، وتشق الطريق السريع الى جهنم”.
صحيح ان بيانين ايجابيين صدرا عن عون وميقاتي اثر هذه المستجدات امس، اكدا استمرار التفاوض بينهما، وصحيح ان لقاء جمعهما ايضا عصر امس بعيدا من الاعلام، غير ان ذلك لا يعني ان الاجواء ايجابية وان ثمة تقدما او امكانية للخرق قريبا. امام كل هذه المعطيات، ترجّح المصادر الا تُؤلف حكومة جديدة حتى نهاية العهد الذي سيعزز الاعلى للدفاع وسيُبقي على دياب، بحيث تشرف الحكومة على الانتخابات النيابية. واذا لم يحصل هذا الاستحقاق، سيقع لبنان في فراغ نيابي وفراغ رئاسي، وقد بدأ بعض الحقوقيين، بحسب المصادر، يعدون منذ الان، مراجعات قانونية تجيز للرئيس البقاء في السلطة لمنع الفراغ في الرئاسة الاولى!