دعا رئيس تكتل “نواب بعلبك الهرمل” النائب حسين الحاج حسن إلى أن “تتشكل الحكومة في أسرع وقت ممكن، حتى يكون هناك وقف للإنهيار في البداية، وبعد ذلك نتحدث عن المعالجة والحلول”.
وخلال المجلس العاشورائي لحزب الله في مقام السيدة خولة في بعلبك، قال: “تذكرون الحملات الإعلامية والسياسية على دعوتنا لإصلاح النظام، ولكن عندما يأتي رئيس إحدى الدول الأجنبية إلى لبنان ويقول من ضمن المبادرة إصلاح النظام تقبلوا ذلك. كان ينبغي إصلاح النظام منذ زمن، ولكن معظم القوى السياسية في لبنان كانت تعارض. نظامنا الاقتصادي مليء بالشوائب والسلبيات والثغرات من سياسة الدين العام التي صوتنا ضدها طوال تجربتنا النيابية والوزارية، إلى الاحتكارات والمافيات والامتيازات التي عملنا ضدها بالقانون والسياسة، إلى تهميش الزراعة والصناعة، إلى الإنماء غير المتوازن”.
وتابع: “يكثر الكلام عن أكثرية، في الحقيقة يوجد ائتلاف حكومي من دون أن يكون هناك برنامج سياسي متفاهم عليه في لبنان، وهذه طبيعة النظام. ويقول كثيرون عندكم وزراء ونواب، صحيح، ولكن نحن ضمن ائتلاف، وهذا الإئتلاف كان يختلف على كثير من القضايا، ويعلم الجميع أن حزب الله كان يعبر عن معارضته للسياسات الاقتصادية داخل الحكومات التي شاركنا فيها”.
وأضاف: “من ضمن الذي أوصل البلد إلى ما وصلنا إليه هو الفساد، وحزب الله أعد ملفات فساد بآلاف المستندات وقدمها إلى المجلس النيابي وإلى القضاء والهيئات الرقابية، ولكن حزب الله ليس السلطة القضائية أو الأمنية، الذي يأخذ القرار ويحكم هو القضاء، والذي ينفذ الحكم الأجهزة والمؤسسات الأمنية والقضائية. حزب الله أدى ما عليه من واجب دستوري وقانوني وسياسي وإعلامي، ولكن العلة في النظام، وتذكرون كم من ملف وضعت أمامه خطوط حمراء في القضاء والسياسة من الملفات التي أثارها حزب الله”.
واعتبر أن “من عناوين الأزمة نتائج الحرب في سوريا، وليس سرا عندما نقول أن أميركا والغرب وبعض الدول العربية يضغطون ويعملون لإبقاء النازحين السوريين في لبنان ومنع عودتهم إلى سوريا ليبقى لديهم ورقة يستخدمونها في السياسة”.
وأكد أن “الذي أوصلنا بالأزمة إلى هنا الحصار والعقوبات الأميركية، ليس على حزب الله، بل على البلد، فعندما رأوا أن المقاومة استطاعت أن تهزم مشروعهم في العام 2006 وبالحرب في سوريا والمنطقة إلى جانب محور المقاومة والحلفاء، ولم تتأثر بالعقوبات المباشرة، لجأوا إلى العقوبات القصوى على لبنان لانتزاع الأهداف التالية: انتزاع قوة لبنان المتمثلة في المقاومة، ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع فلسطين المحتلة وفق الطروحات الأميركية، بقاء النازحين السوريين في لبنان، انخراط لبنان في صفقة القرن التي سقطت، والتطبيع مع الكيان الصهيوني، والانخراط في نظام إقليمي جديد في المنطقة يرضى عنه الأميركيون والعدو الصهيوني، وبالطبع هذا الموضوع كله بالنسبة لنا خارج البحث”.
ورأى أن “هناك من يعمل ليلا ونهارا لتحميل المقاومة الانهيار الحاصل وتداعياته، لذا يجب أن نكون على درجة عالية من الوعي، وبكل وضوح نحن لا نقبل أن يحملنا أحد مسؤولية الانهيار بسبب النظام السياسي ولا بسبب النظام الاقتصادي ولا بسبب الفساد، والذي لديه كلام علمي فليتقدم به، أما الذي لديه اتهامات وتلفيقات وكذب وافتراء، فهذا يجب أن لا يؤثر فينا ولا يخدعنا ولا ينال من معنوياتنا ولا يؤثر في بصيرتنا بقلبنا وعقلنا. هناك اليوم حملة ثقافية نفسية وإعلامية، وضخ على وسائل التواصل ووسائل الإعلام لتحميل المقاومة مسؤولية بالإفتراء والكذب”.
واعتبر أن “لدى النظام السياسي مشاكله قبل الطائف وبعده، والفساد الموجود ولا علاقة لحزب الله به، والأميركيون هم الذين افتعلوا الحرب في سوريا وليس حزب الله، إن حزب الله رد الخطر والتكفيريين”.
وقال: “الذي يريد أن يتماهى مع الأميركي والإسرائيلي من اللبنانيين والعرب في الحملة لتحميل المقاومة مسؤولية الإنهيار يكون في صف الأميركي والإسرائيلي”. وأضاف: “حزب الله أعلن على لسان أمينه العام السيد حسن نصرالله أنه عمل ويعمل وسيعمل للتخفيف من تداعيات الأزمة في مجالات عديدة كتأمين السلع الاستهلاكية والغذاء والدواء والمحروقات، وحزب الله مصمم وصادق ومتابع وحاسم وحازم، ولكن خلال الأسابيع الماضية تشن حملة تشكيك وتوهين وزعزعة ثقة مقصودة للنيل من جمهور المقاومة، ونقول لهؤلاء إننا أمة الصبر والبصيرة، وعاشوراء هي مدرسة الصبر والبصيرة”.
ونبّه الحاج حسن من “الحرب الناعمة وحرب الجيل الرابع التي تخاض دون أسلحة وطائرات ودبابات، وإنما عبر وسائل إعلام وتواصل وكتب وجمعيات وناس يتخفون ويتسللون إلى القلب والعقل بوسائل عديدة، ويفتعلون في البلد المستهدف المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والنفسية والإعلامية،فقد اعترف فيلتمان أنهم دفعوا 500 مليون دولار لتششويه حزب الله، وقال ديفيد هيل 10 مليار دولار دفعت في لبنان لمواجهة حزب الله”.