يبدو أن ثوب الإستقلالية الذي لبسه نقيب مهندسي الشمال المهندس بهاء حرب كي يفوز بالمنصب قد انتهى مفعوله، وبدأ بتسديد الفواتير للذين أيّدوه في السرّ وفي العلن من أهل السلطة. فالنقيب الذي نكر أي صلة له بأحزاب السلطة، قد بدأ بزيارة “رد إجر” للذين إنتخبوه من تحت الطاولة ليكون مرشح السلطة بلباس “المستقل”. وأثبت حرب أنه ينتمي إلى فريق “كلن يعني كلن” الذي واجهته المعارضة في نقابة المهندسين بقوة في بيروت وانتصرت عليه.
في الشكل زيارة حرب للنائب طوني فرنجية ليست جريمة، لكن في المضمون هي خيانة للذين إنتخبوه على أساس انه ضد السلطة الحاكمة التي ينتمي إليها فرنجية قلباً وقالباً. ومع الزيارة تسقط شرعية الاستقلالية عن حرب ويصبح بذلك، مثله مثل أي متعاون آخر مع السلطة أو يؤمن لها التغطية للإمعان في السيطرة على البلاد.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا طالت الحملات المسعورة النقيب عارف ياسين من قبل “القوات اللبنانية” وغيرها من أحزاب السلطة ولم تطل حرب، الجواب واضح، حرب مرشح السلطة، وياسين مرشح المعارضة الموحد بإمتياز.
علماً ان ياسين ليس شيوعياً كما حاولت أن تتهمه “القوات” في حملاتها المسعورة ضده. وكيف تعلق “القوات” على هذه الزيارة، بعدما خاضت حرب الدفاع عن استقلالية حرب وبعده عن السلطة الحاكمة؟. ألم يسقط إدعاء “القوات” انها جزء لا يتجزأ من الثورة بعدما تبين أنها دعمت وروجت لشخصية نقابية تابعة للسلطة؟ علماً أن هدف “القوات” من دعم حرب هو الحصول على أصوات إضافية لدعم مرشحها في البترون فادي سعد في الانتخابات المقبلة. الحقيقة بدأت تتظهر شيئاً فشيئاً، فمتى سيزور حرب بيت الوسط وغيرها من قوى السلطة ليشكرها بحسب الطريقة التقليدية على دعمه ودفع فاتورة الفوز المزور بإسم الاستقلالية، وتكون بذلك “القوّات” أثبتت أنها جزء من السلطة الحاكمة أو على الاقل تلعب دور تغطية السلطة الحاكمة وحمايتها.
المصدر: “ليبانون ديبايت