خلصت دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا، أكثر عرضة لمواجهة مشاكل الصحة النفسية.
وحللت الدراسة، التي نُشرت الأربعاء في مجلة The BMJ العلمية، سجلات ما يقرب من 154 ألف شخص أصيبوا بكوفيد- 19 وقارنت تجربتهم بعد تعافيهم من الإصابة الأولية، بمجموعة مماثلة من الأشخاص الذين لم يصابوا بالعدوى.
وشملت الدراسة فقط المرضى الذين لم يتم تشخيصهم أو علاجهم في مجال الصحة النفسية لمدة عامين على الأقل قبل أن يصابوا بفيروس كورونا، مما سمح للباحثين بالتركيز على التشخيصات النفسية بعد الإصابة بالفيروس فقط.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 39 في المائة، وأكثر عرضة للإصابة بالقلق على مدى الأشهر التالية للعدوى بـ35 في المائة، مقارنة بالأشخاص الذين لم يعانوا من كوفيد خلال نفس الفترة.
وكان مرضى كوفيد أكثر عرضة بنسبة 38 في المائة للتشخيص باضطرابات الإجهاد و 41 في المائة أكثر عرضة للإصابة باضطرابات النوم مقارنة بالأشخاص غير المصابين.
الدكتور بول هاريسون، أستاذ الطب النفسي بجامعة أكسفورد (لم يشارك في الدراسة) قال لصحيفة “نيويورك تايمز” إن هذه النتائج تعكس نفس الصورة التي انتهت إليها أبحاث أخرى، بما في ذلك دراسة 2021، والتي كان هو مؤلفًا لها، و”تعزز فرضية أن هناك شيئًا ما في فيروس كورونا يترك الناس عرضة لخطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية الشائعة”.
ولا تشير البيانات إلى أن معظم مرضى كوفيد سيصابون بأعراض نفسية، إذ أن نسبة أولئك الذين يكونون عرضة لتلك الأعراض كانت فقط ما بين 4.4 و 5.6 في المائة ممن شملتهم الدراسة.
واشتكى هؤلاء بخاصة، من الاكتئاب والقلق أو التوتر واضطرابات التكيف.
وجد الباحثون أيضًا أن مرضى كوفيد كانوا أكثر عرضة بنسبة 80 في المائة لتطوير مشاكل معرفية مثل ضبابية الدماغ والارتباك والنسيان مقارنة بأولئك الذين لم يصابوا بفيروس كوفيد.
وذكرت الدراسة أنهم كانوا أكثر عرضة بنسبة 34 في المائة للإصابة باضطرابات استخدام المواد الأفيونية “ربما بسبب الأدوية الموصوفة للألم” تقول الدراسة، و20 في المائة، أكثر عرضة للإصابة باضطرابات استخدام المواد غير الأفيونية بما في ذلك إدمان الكحول.
ووجدت الدراسة أنه بعد الإصابة بكورونا، كان الأشخاص أكثر عرضة بنسبة 55 في المائة لتناول مضادات الاكتئاب، و 65 في المائة أكثر عرضة لتناول الأدوية المضادة للقلق مقارنة بالأشخاص غير المصابين بكوفيد- 19.