كتب ريكاردو الشدياق في موقع mtv:
تشخص العيون الدوليّة نحو لبنان في لحظة هي الأكثر تأزّماً وتخبّطاً منذ ١٧ تشرين الأوّل ٢٠١٩، على وقع الزحف الشعبي الكبير في الذكرى الأولى لانفجار مرفأ بيروت، بينما بدأت كواليس دوليّة جديدة تُبدي استعدادها للتحرّك باتّجاه بيروت.
يُعبّر السفير الياباني في لبنان تاكيشي أوكوبو، في حديث لموقع mtv، عن أنّ “الوضع الذي وصل إليه لبنان صعبٌ جداً، والأزمات أصبحت في كلّ مكان، إجتماعياً ومالياً وإقتصادياً، ونحاول التواصل مع الجميع، وخصوصاً المواطنين الذين يتظاهرون في الشوارع، لإعطائهم الأمل الذي فقدوه، فالجيل الجديد هو الذي سيقود مستقبل البلد في نهاية المطاف”.
يلفت أوكوبو إلى أنّ “اليابان بدأت مشاريع تنمويّة وإنسانيّة بعد انفجار مرفأ بيروت، وباشرنا بتأمين المساعدات والحاجات للمتضرّرين في العاصمة ومحيطها”، معلناً أنّه “وصلنا إلى المرحلة الأخيرة من إتفاقيّة بين البلدين سنعلن عنها قريباً وتقضي بمدّ الشعب اللبناني بالمساعدات، وسنستعين بالخبراء اليابانيين للبدء بالعمل في قطاعات عدّة وتوظيف خبراتهم في مختلف المجالات”.
“اليابان تحتاج إلى حكومة إنقاذ وطني تحظى بثقة الناس، كي تتمكّن من تمرير هذه المساعدات”، يقول، مُعيداً ذلك إلى أنّ “هناك خيبة أمل كبيرة لدى اللبنانيين من الحكومات السابقة كافّةً، فلبنان يحتاج إلى استقرار سياسيّ عبر حكومة جديدة تحمل المواصفات المطلوبة، وتعمل على إجراء الإصلاحات والإنتقال للتفاوض مع صندوق النقد الدوليّ، قبل الدخول في مرحلة إعادة إعمار المرفأ والجزء المدمّر من العاصمة، إلاّ أنّ مُهمّتنا الأولى، رغم هذا الوضع، تبقى تقديم المساعدات الإنسانيّة للبنانيين، فنحن أكثر تعاطفاً مع الشعب من أيّ جهة أخرى”، ومفصحاً عن أنّ “هناك مشروعاً يابانيّاً لتأمين الطاقة الشمسية في لبنان، سنعلن عنه في وقت لاحق، وهو يشمل أكثر من ١٠٠ مدرسة كجزء من حل لأزمة الكهرباء، وعدد من الشركات اليابانية الرائدة مستعدّة لدخول السوق اللبناني إلاّ أنها تحتاج إلى استقرار سياسي وإقتصادي كي تستثمر في مجال الطاقة”.
وأمام مشهد 4 آب 2021، يؤكّد السفير الياباني أنّ “لدى اللبنانيين قدرة صلبة على تحقيق التغيير، ونحن نشدّد على ضرورة الوصول إلى العدالة في ملف انفجار المرفأ، وذلك يحصل عبر تبيان الحقيقة لبنانياً قبل الإنتقال إلى أيّ تحقيق دولي، خصوصاً أنّ القضاة اللبنانيين يتمتّعون بخبرات عالية وقادرون على تحقيق العدالة”.
يتمنّى أوكوبو أن “يأخذ اللبنانيون النموذج الياباني كمثال لناحية تطوّر النظام السياسي والتعليم والموارد البشرية، سيّما أنّ لبنان بحاجة إلى “نفضة” شاملة”، لافتاً إلى أنّ “اليابان مهتمّة بمشاريع لإعادة إعمار العاصمة المدمّرة وسنشارك فيها، فجزء كبير من منازل ومباني بيروت مُدمَّر، ونعمل للحد من الفقر بالتعاون مع المجتمع الدولي عبر الخطوات المناسبة في أسرع وقت ممكن”.