“كورونا” طرابلس…انتشار واسع وتمدّد وتفلّت

كتبت دموع الأسمر في الديار

من يصدق ان لبنان البلد الوحيد الذي لم يتخذ اجراءات جدية وحازمة للحد من انتشار اوميكرون المتحور الجديد من كورونا، سوى فرض محاضر ضبط وغرامات لبعض المتخلفين الذين لم يلتزموا قرار منع التجول ليلا لغير الملقحين في بعض المناطق اللبنانية؟ وغير ذلك، فان معظم المناطق والبلدات اللبنانية تعج بالمواطنين في المحلات والمطاعم والمؤسسات التجارية ودون كمامات، كأن كورونا تغيب نهارا وتظهر ليلا.

اجراءات هشة، ربما تنفذ في بيروت نسبيا أفضل من بقية المناطق، فطرابلس كأنها خارج دائرة الاجراءات… مقاهيها مزدحمة يوميا والناس يجتمعون دون كمامات، ولا تباعد اجتماعي، والاصابات ترتفع يوميا، والعدوى تنتشر وتتوسع وتتمدد…

هل نواجه الكورونا بمحاضر ضبط وغرامات مالية؟ وهل تتجول الكورونا ليلا فقط ،اما في النهار فتختفي؟؟…

في المؤتمر الصحافي الذي عقده وزير الداخلية بسام المولوي، لم يرد فيه سوى الاعلان عن عقوبة كبيرة تصل الى السجن لمن يتسبب بنشر الوباء، والتنفيذ يبقى رهن الايام القادمة وسط علامات استفهام كبيرة حول آلية التنفيذ وعلى من ستطبق هذه العقوبة من المواطنين؟…

ماذا ينفع المجتمع في حال عوقب المتسبب بالسجن،بينما الوباء يكون قد انتشر؟ ولماذا لم تتخذ اجراءات لمنع الانتشار بالزام الجميع بأخذ اللقاح وسد ثغرة تسلل الوباء عبر المطار.

وزير الداخلية شدد في اعلانه واعدا بانه سيكون شخصيا على الارض ليلة رأس السنة للاشراف على تطبيق الاجراءات، وهو ما لا يمكن الشك فيه، لكن قبل الاعياد وبعدها، ماذا عن الزام المواطنين بالاجراءات؟

جولة صغيرة في احياء طرابلس تشعركَ ان المدينة تعيش في كوكب آخر بعيدة عن كورونا، في وقت تسجّل فيه المدينة مئات الاصابات، اضافة الى اعلان المستشفى الحكومي في القبة عن اسفها لحجم الاصابات المتفاقمة، والتي تؤدي الى عدم قدرة استقبال حالات جديدة لان كل الأسرة مُمتلئة بالمرضى من كافة الاعمار.

وكان لافتا قرار الوزير المولوي عن ضرورة الزام الفنادق والمطاعم بتطبيق الاجراءات، علما ان كورونا لم تتغير في الانتشار في الاعياد او من دونها. والسؤال لماذا لا يتم التقيد بالقرارات الصحية طيلة العام حتى لا يقع البلد في المحظور كما حصل يوم امس، حيث سجّل اعلى نسبة اصابات، والتي تجاوزت الثلاثة آلاف اصابة.

واكدت اوساط طبية ان انتشار كورونا في فصل الشتاء لا بد منه لكن الوقاية هي السبيل الوحيد للحد من الانتشار، وعدم دخول المستشفى هو اخذ كافة اللقاحات لتعزيز المناعة، واكدت هذه الاوساط ان طرابلس تشهد في الايام الاخيرة اقبالا كثيفا على التلقيح خصوصا من اعمار الشباب والشابات الذين انتظروا طويلا لحصولهم على لقاح فايزر وفور تلقيهم رسالة من وزارة الصحة انه بامكانهم الحصول عليه. واكدت هذه الاوساط انه لو توفر لقاح فايزر للشباب منذ وقت طويل لكان لينان وفر على نفسه العودة الى كارثة كورونا من جديد.

ولعل ارتفاع الاصابات بين العائلات دفع بالمواطنين مؤخرا الى تلقي اللقاح بعد ان كانوا مترددين ،لكنهم حسموا امرهم اثر انتشار واسع للوباء وارتفاع عدد الوفيات بين المصابين الذين لم يتلقوا اللقاح.

ولفتت الاوساط الصحية الى ضرورة التتبه من مخاطر الازدحام التي تشهدها المقاهي والمطاعم واستمرار البعض بالتفلت من ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي… المطلوب التشدد في طرابلس والشمال على غرار ما يحصل في بيروت.

شاهد أيضاً

هكذا يُفشل اللبنانيون محاولات “إسرائيل بالعربية” زرع الفتنة بينهم

سعت إسرائيل مؤخرا، عبر حملات منظمة، إلى إشعال نار الفتنة المذهبية في لبنان وخاصة بين …