كشفت مصادر مطلعة منذ ايام قليلة عن مقتل شابين طرابلسيين التحقا ب «داعش» بمواجهة مع الجيش العراقي في البادية على الحدود السورية العراقية، وهما زكريا العدل الملقب بابي اسحاق اللبناني، واحمد الكيالي الملقب ابو جليبيب. وذكرت المصادر ان الشابين من ضمن مجموعة طرابلسية تمكنت منذ أشهر التسلل عبر معابر غير شرعية من لبنان الى سوريا اثر تجنيدهم من مجهولين، وجرى نقلهم للالتحاق بـ «داعش» التي تستعيد نشاطها في مناطق حدودية بين سوريا والعراق.
الاعلان عن مقتل الشابين جاء اثر انقطاع التواصل معهما منذ عدة ايام، وبعد اشتباكات وقعت مع الجيش العراقي، حيث فرّ عناصر «داعش» وتركوا الشابين يواجهان مصيرهما.
تزامن خبر مقتل الشابين بعد اخبار تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي منذ عدة اسابيع عن فرار ما يقارب 50 شابا من التبانة والقبة، وذكرت مصادر عائلية ان اولادهم تعرضوا لغسيل ادمغة من قبل بعض المرتبطين بتنظيم «داعش»، وتلقوا دروسا تكفيرية ادت الى تكفير اهاليهم وائمة المساجد والمحيطين بهم وكل من يناهض التنظيم.
ولفتت المصادر الى ان المرتبطين بـ «داعش» يواصلون اغراء شبان تتراوح اعمارهم ما بين 16 و18 عاما و20 عاما، ومن ثم يعمدون على نقلهم الى مناطق سيطرة «داعش»، وان هذه الظاهرة عادت من جديد الى بعض احياء طرابلسعلى ايدي وجوه جديدة وباسلوب خفي وكتمان شديد، الامر الذي يعيد الى الساحة مخاطر تكوين خلايا «داعشية» نائمة، وهذا ما جرى التحذير منه مرات عديدة من خطورة بث الفكر التكفيري «الداعشي» في اوساط الفتيان والشبان من قبل بعض رجال الدين.
وقد سبق ان اطلقت دعوات الى المرجعيات الدينية الرسمية لترشيد الخطاب الديني وتحصينه في مواجهة نشر التشدد والتكفير في اوساط بعض رجال الدين والمعمّمين الذين يبثون الفكر «الداعشي» ويضللون الشبان،اضافة الى ضرورة تلقف هذه المرجعيات ابناء «الدواعش» الذين عادوا مع امهاتهم الى طرابلس منذ مدة.
وتحمّل بعض العائلات مسؤولية فرار اولادهم الى اولئك الذين غرّروا بعقول اولادهم وضللوهم بافكارهم المنحرفة، مستغلين الظروف المعيشية والاقتصادية وفقر هذه العائلات، وقدموا لهم اغراءات مالية بالدولار…
وذكرت المصادر ان عدد الذين غادروا طرابلس والشمال مؤخرا الى مناطق نفوذ «داعش» بلغ حوالي المئة شاب، وبينهم من كان موقوفا بتهمة الارهاب، والبعض الآخر من الشبان المغرّر بهم حديثا.
ويمكن الاشارة الى ان هذه العائلات دقت ناقوس الخطر على أمل ان تسعى المراجع المختصة الى متابعة هذا الملف الحساس، وكشف المتورطين باغراء الشبان وتوريطهم ونقلهم الى مناطق «داعش»، وبالتالي اماطة اللثام عن البؤر والخلايا النائمة قبل فوات الاوان.