كتبت “المركزية”:
ما أشبه اليوم بالامس فالانقسام العمودي بين المكونات اللبنانية حول حقوق الطوائف والنظام والسلاح الفلسطيني وانفلاشه على الارض يعود اليوم الى الواجهة وان بعنوان اخر مضمونه ينطوي على التبعية لايران وسلاح المقاومة الموجه الى الداخل ساعة الحقيقة والمطالبة بالعدالة والمساواة في الحقوق والواجبات.
وفي سياق متصل تعيش الطوائف في لبنان راهنا حالا من الصراع في ما بينها انسحب تجاذبا وانقساما سياسيا امتدت مفاعيله الى المحاور الخارجية الامر الذي باعد بين اللبنانيين مسؤولين ومواطنين وحال دون التوصل الى تفاهمات واتفاقيات على شتى الامور كما كان الحال سابقا وفي الزمن الماضي بين الحزبين الدستوري والوطني والناصرية وحلف بغداد والشهابية والشمعونية والحلف والنهج والجبهة الوطنية والكتائب والاحرار وسوريا والمقاومة اللبنانية. لذلك بديهي القول أن لا حل للازمة الراهنة في ظل هذا التباعد القائم بين المرجعيات والاحزاب والقوى الفاعلة والمؤثرة في القرار وان على لبنان انتظار الحل في المنطقة.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم يقول لـ “المركزية” أن التباعد الحاصل راهنا بين المكونات اللبنانية يذكرنا بالايام والسنوات المؤلمة الماضية التي عاشها لبنان على مدى خمسة عشر عاما من الاقتتال الدامي. وأن الخوف اليوم يكبر من انسحاب هذه الخلافات على الشارع على ما حدث اخيرا بين عين الرمانة والشياح. لذلك المطلوب من اللبنانيين على اختلاف أنتماءاتهم السياسية والحزبية التحلي بالوعي الكافي والتنازل لمصلحة الوطن.
وتابع أن الفلتان المتفاقم لم يعد مقتصرا على الاطراف والمناطق البعيدة عن المدن بل قارب العاصمة وضواحيها حيث دائرة عدم الاستقرار تتسع والازمة المعيشية تتمدد أكثر فاكثر وسط عجز رسمي عن معالجة ابسط الامور على ما شهدنا في اليومين الاخيرين وكأن المراد الاستمرار في التعطيل واخذ البلد الى صيغة جديدة ونظام بديل.
وختم: لم يكن ينقصنا مع كل هذه المصائب والنكبات وليكتمل المشهد سوى عودة الملف الفلسطيني الى الواجهة حيث السلاح ومخازنه عادا للانتشار بين الاحياء والمناطق الاهلة على ما جرى في مخيم البرج الشمالي في صور والقتال بين المنظمات (حماس ومنظمة التحرير) بدأ يستعر وينتقل من الداخل الفلسطيني الى لبنان الارض اللبنانية. لذا من الضروري الاتعاظ من الماضي والعمل لرأب الصدع قبل فوات الاوان.