ما نصيب “الحزب” من معركة “التيّار – الحركة”؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”: 

سقطت الصفقة “الكُبرى” على الرغم من محاولات النفي المتكررة من اكثر من جهة، وكانت تقضي بأنّ يضمن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي إسقاط تعديلات قانون الانتخابات التي يشكو منها التيار الوطني الحر، وتحديداً لجهة السماح للمغتربين بالاقتراع في الدوائر الانتخابية الـ15 المعتمدة محلياً، في مقابل أنّ يضمن التيار الوطني الحر تأمين النصاب في مجلس النواب لفصل محاكمة الرؤساء والوزراء عن التحقيق العدلي في انفجار المرفأ.

امّا فيما خص الحكومة فهي تنتظر معجزة سياسية جديدة للاجتماع مجدداً، ولا يبدو انّ رئيسها نجيب ميقاتي سيدعو مجلس الوزراء للاجتماع من دون حضور “الثنائي الشيعي”.
 
امام هذا المشهد العام، قد لا يكون مبالغاً به تصنيف رئيس التيّار جبران باسيل بين الخاسرين نتيجة قرار المجلس الدستوري، هو تحدث عن “تحالف رباعي” في مواجهة فريقه السياسي وتوعد بالردّ المناسب بعد الأعياد.

وعليه، بدا التيار خاسراً بسقوط طعنه امام المجلس الدستوري، رغم انهُ باشر في توظيف ما حصل لصالحه سياسياً وانتخابياً، وهنا يخشى المراقبون أنّ يكون المجلس قد أُلحق بسائر المؤسسات الدستورية، التي أفرِغت من مضمونها عن سابق تصور وتصميم.

بالنتيجة، بات إهتمام “التيار” في الساحة المسيحية، ومعركة ضمان تحالفه مع “حزب الله” على الأقل انتخابياً بالرغم من أنّ معالم التحالف المقابل لمّ تتضح بشكل نهائي حتى الآن، لا سيما ضمن هاتين المعركتين إضافة الى معارك داخل البيت الواحد، هدفها تسجيل النقاط، لعل من أبرزها ما دار بين التيار والحركة، ليتأكّد من جديد أنّ التوافق الإستراتيجي وحده لا يكفي لبناء تحالف قوي.

استطراداً، يعتبر باسيل ان موازين القوى تصب لصالحه إقليمياً ومحلياً، لا سيما بعد التطبيع مع النظام السوري، وفي أعقاب التحضير لإجراء زيارة إلى دمشق، يرى أنّ اللحظة سانحة في الأشهر المقبلة “لانتقامه” من برّي.

وفي ضفة حزب الله، يبدو انّ المزاج متاح في القصر الجمهوري والبياضة بانّ قراراً ما لفتح النار، إلاّ أن المعلومات تؤكّد أنّ الحزب على رغم التصعيد العوني العنيف ضده، هو ملتزم الصمت، ولن يستسلم للواقع المرير الذي يضرب حليفه المسيحي، ويعتبر هذا الأمر معركة وجودية بالنسبة إليه، قد تصل إلى حدّ اطلاق فتاوى لدعم التيّار في الانتخابات المقبلة.

شاهد أيضاً

هكذا يُفشل اللبنانيون محاولات “إسرائيل بالعربية” زرع الفتنة بينهم

سعت إسرائيل مؤخرا، عبر حملات منظمة، إلى إشعال نار الفتنة المذهبية في لبنان وخاصة بين …