جعجع: أسيستمر حزب الله بهذا الأسلوب حتى موت آخر لبناني؟

أكد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان “ما يحصل اليوم في الواقع السياسي يتخطى كل ما يمكن ان نفكر به، ففيما حجم المآسي التي يعيشها الناس يوميا لا يمكن تصورها، لا تجتمع الحكومة كي تبحث المعالجات بحدها الأدنى وتخفف على المواطن، مشيرا الى ان تعطيلها اليوم ابعد من السياسة. واعتبر اننا اعتدنا على “حزب الله” وعلى عمله، ولكن هناك رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة ووزراء عليهم مسؤوليات يجب تحملها، مشددا على ان لا حل الا بالانتخابات النيابية، وهي فرصة لن تتكرر للخروج من هذا الواقع الأليم، فإما يأخذ المواطن القرار الصائب واما يعمق الازمة”.

كلام جعجع جاء في خلال حفل تسليم البطاقات الحزبية للدفعة الاولى من المنتسبين الجدد في منطقة بيروت في حزب “القوات اللبنانية” في مسرح مدرسة القلبين الأقدسين – السيوفي، بحضور عضو تكتل الجمهورية القوية النائب عماد واكيم، الوزيرة السابقة مي شدياق، رئيس جهاز العلاقات الخارجية الوزير السابق ريشار قيومجيان، الأمين العام لحزب “القوات” غسان يارد، منسق “القوات اللبنانية” في بيروت سعيد حديفة، المنسق السابق دانيال سبيرو، … رؤساء المراكز وحشد من المنتسبين والحزبيين.

وأكد جعجع انه “فيما كل الأحزاب في لبنان تصارع للحد من خسائرها، تجتمع “القوات اللبنانية” في بيروت لتسلم مئات بطاقات الانتساب كما ستفعل في كل المناطق، ما يدل على ان الجيل الجديد لم يتأثر بالشعارات والحملات المغرضة التي شهدناها في السنتين الأخيرتين، تلك الحملات التي منها ما هو سلبي وآخر يساري بألوان وأنواع مختلفة التي أصلا غير موجودة في المجتمع”، مشيرا الى انها حملات حاول اصحابها من خلالها الاستفادة من اوجاع الناس كي يجدوا لأنفسهم موطئ قدم وخرجوا بشعارهم الشهير “كلن يعني كلن”.
وشدد على ان “هذا الاحتفال الحزبي يؤكد ما لا يقبل الشك والجدل بأن مقولة “كلن يعني كلن” غير صحيحة، مضيفا: “التعميم الأعمى الذي حاول هؤلاء تسويقه في أوساط الشعب حين كان غارقاً في مصائبه وبأصعب المراحل، هو جزء من المؤامرة على لبنان وجزء من الفراغ الذي يحاول البعض التسبب به”. جعجع لفت الى ان خيار المنتسبين الجدد أكبر دليل على أن هذه الدعاية الخبيثة السلبية والعدائية لم تنجح، فهم يؤكدون ان هناك احزابا جيدة كـ “القوات” وأخرى سيئة”.

وتوجه الى المنتسبين الجدد بالقول: “لا تظنوا ان شعار “مش هيني تكون قوات” مجرد شعار بل حقيقة ستلمسونها في كل لحظة، لا اعلم إذا كنتم تقدّرون المسؤولية التي تحملونها مع هذا الخيار، لأنكم لا تنتسبون الى حزب بل الى تاريخ وقضية ما يعني تضحية مستمرة وتجرداً مستمراً والتزاماً مستمراً.”

وذكّر بأن “القوات” في عهد الوصاية، عانت من الضغوط والحظر والمنع ولكنها بقيت، كما اثبتت الحوادث والظروف انها ضمير المجتمع ووجدانه، فهي “هكذا كانت وما زالت وستبقى الى ابد الابدين”.

جعجع شدد على ان “ما يحصل اليوم في الواقع السياسي يتخطى كل ما يمكن ان نفكر به، وأردف: “الحليب وهو حاجة أساسية للأطفال مقطوع وكذلك الادوية، فيما الضغط مستمر لرفع سعر الخبز واسعار المحروقات ترتفع وكذلك الدولار، وبالتالي فلنتصور حجم المآسي التي يعيشها الناس يوميا، مقابل حكومة لا تجتمع كي تبحث المعالجات بحدها الأدنى وتقوم ببض الترتيبات، فيما اجتماعها واتخاذها ابسط القرارات يمكنه ان يخفض سعر الدولار وبالتالي يخفف على المواطن. فالجزء الكبير من ارتفاع سعر الدولار مرتبط بفقدان الثقة”.

وتساءل “عما يريده حزب الله اليوم؟ أسيستمر بهذا الأسلوب حتى موت آخر لبناني في البلد”، معتبرا ان تعطيل الحكومة ابعد من السياسة بل بات مرتبطا بتحقيقات انفجار المرفأ، التي ولأجلها يعطل البلد بشكل عام، كما لم يعجبه التحقيق في أحداث الطيونة فخرج بنظريات اظهر التحقيق انها خاطئة ومزيفة.

ولفت الى ان “حزب الله” اعتدنا عليه وعلى عمله، ولكن هناك رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة ووزراء عليهم مسؤوليات يجب تحملها. وطالب الحكومة باتخاذ مواقف ولو انها لا تجتمع، كما دعا كل وزير فيها لرفض أن يكون شاهد زور على ما نمر به، محملا المسؤولية للأكثرية النيابية الموجودة ايضا.

جعجع أكد ان “الواقع الحالي يتخطى كل المقبول والمعقول فـ”البلد فلتان”، كما جدد على أن “التشديد على ان الحل فقط، يكون في الانتخابات النيابية، فهي فرصة لن تتكرر للخروج من هذا الواقع الأليم، فإما يأخذ المواطن القرار الصائب واما يعمّق الازمة”.
وأشار الى ان نظرية “في لبنان التغيير مستحيل”، نظرية غير صحيحة، فالتغيير وارد في كل لحظة ولكنه يعود للخيارات الصحيحة التي على اللبناني اتخاذها متجنبا التقليد السياسي والمحسوبيات والزبائنية والرشاوى والا ستبقى النتيجة هي ذاتها”.

جعجع توجه للبنانيين بالقول: “خلاصنا بيدكم، خلاص البلد بيدكم، إذا اخترتم بشكل صحيح سنخرج من جهنم اما إذا كان قراركم خاطئا ففي جهنم باقون. إمكانية التغيير موجودة في كل لحظة، والقوات سيكون لديها لوائح في كل المناطق بحثا عن التغيير المنشود.”وتمنى ان “يتفهم اللبناني أهمية المسؤولية التي تقع على عاتقه، فالأكثرية التي يمكن ان تتحقق مختلفة عن الاكثريات السابقة، اذ سيكون هدفها احداث التغيير وتحقيق الإصلاحات واخراج البلاد من أزمته، مؤكدا ان الأكثرية التي تكون ذات اتجاه واضح لا يمكن لأحد ان يقف بوجهها”.

شاهد أيضاً

هكذا يُفشل اللبنانيون محاولات “إسرائيل بالعربية” زرع الفتنة بينهم

سعت إسرائيل مؤخرا، عبر حملات منظمة، إلى إشعال نار الفتنة المذهبية في لبنان وخاصة بين …