تستضيف العاصمة الإيطالية روما ما بين 2 و4 كانون الأول النسخة السابعة لمؤتمر “حوارات المتوسط”. وسوف يتحدث في الجلسة الافتتاحية يوم الجمعة المقبل، رئيس الوزراء ماريو دراغي وأيضا كل من وزير الخارجية لويجي دي مايو ورئيس معهد دراسات السياسة الدولية (ISPI) جيامبيرو ماسولو.
يشهد اليوم سلسلة من الندوات الدولية لمنتدى المتوسط بشأن القضايا الاستراتيجية للمنطقة مثل دور المرأة ومساهمتها في النمو الاجتماعي والاقتصادي، الوزن الاقتصادي للبنى التحتية، القضية المعقدة لظاهرة الهجرة، الدور الاستراتيجي للأمن السيبراني، ومساهمة المجتمع المدني في مجتمعات البحر الأبيض المتوسط.
يشارك وزير الخارجية عبدالله بو حبيب في المؤتمر، ويولي المنظمون لهذا الحدث أهمية كبرى لحضور لبنان بعد تشكيل الحكومة الجديدة لذا سيكون للضيف اللبناني وزير الخارجية والمغتربين عدد من اللقاءات مع المسؤولين الإيطاليين تناقش خلالها إمكانيات التعاون بين البلدين. كما سيلتقي كبار المسؤولين في الكرسي الرسولي.
وأكد نائب رئيس البرلمان الأوروبي والقيادي البارز في حركة “الخمس نجوم” ماسيمو كاستالدي لـ”الوكالة الوطنية للاعلام” ان “لبنان رغم كل الظروف يبقى من أولويات السياسة الأوروبية وجسرا بين الشرق والغرب”.
وأوضح بو حبيب في حديث إلى “الوكالة الوطنية للاعلام” أن “هناك عددا من المواعيد التي نظمت تشمل وزير الخارجية الإيطالية والتعاون الدولي لويجي دي مايو ومسؤولين أوروبيين يشاركون في المنتدى”.
وقال ردا على سؤال عما اذا كانت ايطاليا تربط مسألة مساعدتها للبنان بشروط خاصة بالاصلاحات: “إيطاليا مثل مجموعة من الدول التي تقول بأن مساعدة لبنان تتطلب تحقيق الإصلاحات لتقديم الدعم ولا أعني الدعم المالي بل المشاريع. انا لا اعتبرها شروطا، بل إنها شروط لبنانية على لبنان كي نقوم بالإصلاحات، فلا يمكن الاستمرار هكذا. البلد ينهار وسبب انهياره غياب الاصلاحات: الإصلاحات المالية، الاقتصادية والنقدية. حسب رأيي، إن الخطوات ما زالت بطيئة نحو هذا الهدف وعلينا الإسراع لأن كل يوم يمر دون القيام بالإصلاحات يزداد الوضع سوءا. صندوق النقد الدولي يتعاون معنا ليساعدنا، لذا علينا الإسراع”.
وتعليقا على ما أعلنته قوات اليونيفل أنها ستقدم مساعدات للجيش اللبناني تشمل الغذاء والوقود، وعن عدم ربط المساعدة الإنسانية بأمور أخرى، قال وزير الخارجية: “الجيش اللبناني هو العمود الفقري للبلاد. اذا “فرط” هذا الجيش ماذا يحدث؟ المسألة الأهم اليوم هي تقديم المساعدة للجيش اللبناني لذلك اتقدم بالشكر لليونيفل ولما تقوم به هي ودول أخرى لمساعدة الجيش. اليوم، يتراوح راتب الفرد في الجيش اللبناني بين 25 و50 دولارا. كيف يمكن العسكري ان يستمر خصوصا إذا كان عنده عائلة وأولاد. أجل إيطاليا مستمرة بالدعم وهي من بين الدول التي تساهم إما بتقديم المساعدة المباشرة وإما عبر منظمات المجتمع المدني”.
وعن لقائه وزير الخارجية والتعاون الدولي لويجي دي مايو ومطالب لبنان منه، قال: “أولا أريد أن أتقدم منه بالشكر للمساعدات التي تقدمها ايطاليا للبنان مباشرة أو عبر قوات اليونيفل والعدد الأكبر فيها من الإيطاليين. في جميع الأحوال، اتمنى أن نجتاز هذا الوضع الصعب ويعود لبنان كما في السابق يتكل على نفسه مستخدما إمكانياته وعزمه. لم نكن يوما من الايام نتكل على المساعدات”.
وردا على سؤال عن تقييمه أخيرا لزيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الفاتيكان ولقائه الحبر الأعظم، قال: “تكلمت مع رئيس مجلس الوزراء ومع سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي، كلاهما أكدا لي أن الفاتيكان يقف بجانب لبنان يقدم المساعدة خصوصا للمدارس الكاثوليكية ولا يميز بمساعدته للبنانيين. وأنا أتقدم بالشكر الجزيل لقداسة البابا لموقفه ومحبته للبنان”.
يذكر أن وزارة الخارجية الإيطالية أشارت إلى أن حوارات المتوسط التي أصبحت مبادرة سنوية يتم تنظيمها بالتعاون مع معهد دراسات السياسة الدولية تهدف نسختها لهذا العام، في عصر وباء وتحولات سياسية واقتصادية، إلى “تطوير جدول أعمال إيجابي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، انطلاقا من التعددية كاستراتيجية لحل النزاعات”.
ومن بين القضايا الإستراتيجية التي ستكون محور النقاش: التحديات الأمنية الرئيسية والسياسات المبتكرة لإدارة تدفقات الهجرة ومصير الأجيال الشابة بعد الوباء، إضافة إلى الإجراءات الرئيسية لتسريع الانتقال إلى اقتصاد أخضر ومستدام والمشاكل الناجمة عن حالة الطوارئ المناخية. وتشمل القضايا المطروحة أيضا استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط، كيفية الاستجابة في إطار تعاوني للحاجة الواسعة للأمن في منطقة معقدة كالمتوسط. كما سيتم البحث في مستقبل الشراكة الأورومتوسطية ودور حلف شمال الأطلسي واستراتيجيات الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا في المنطقة.