أعلن تحالف أسطول الحرية أن قوات من الجيش الإسرائيلي صعدت على متن السفينة “مادلين”، التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري، وأقدمت على اعتقال جميع النشطاء الموجودين على متنها، في حين انقطع الاتصال تمامًا بالسفينة بعد عملية السيطرة.
وقالت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيزي إن القارب “مادلين” لا يشكل أي تهديد لأمن إسرائيل.
وأضافت ألبانيزي أن إسرائيل “لا تملك أي سلطة قانونية لإيقاف القارب في المياه الدولية”، مؤكدة أن السفينة كانت تحمل مساعدات إنسانية وتُبحر بشكل سلمي ضمن القانون الدولي.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله إنه يجري حاليا اقتياد السفينة مادلين نحو ميناء أسدود.
وأضاف المصدر أنه يتم التحقق من هويات الأفراد الذين كانوا على متن السفينة تمهيدا لاستجوابهم، وأشار إلى أن الاستجواب سيتم في قاعدة تابعة لسلاح البحرية في ميناء أسدود.
وكانت صفارات الإنذار قد دوت على متن السفينة في وقت سابق، وفق ما أعلنه التحالف، حيث تم تجهيز سترات النجاة تحسبًا لأي اعتراض محتمل.
وفي تسجيل مصوّر نشرته النائبة في البرلمان الأوروبي ريما حسن من على متن السفينة، ظهرت لحظات التوتر بينما كانت تقول: “إنهم هنا”، في إشارة إلى اقتراب القوات الإسرائيلية.
وكانت ألبانيزي قد أعلنت في وقت سابق أنّ خمسة زوارق سريعة تابعة للبحرية الإسرائيلية أحاطت سفينة “مادلين”.
وأضافت، عبر منشور على منصة “إكس”، أن قبطان السفينة وجّه طاقمه إلى التزام الهدوء والجلوس وارتداء سترات النجاة، مشيرة إلى أن الفريق أبلغ الجنود الإسرائيليين أنهم يحملون مساعدات إنسانية ويعتزمون المغادرة بسلام.
وقالت النائبة بالبرلمان الأوروبي ريما حسن من على متن السفينة مادلين، إن طائرة مسيّرة إسرائيلية حلقت فوق السفينة وألقت سائلاً أبيض مجهولاً.
وفي السياق ذاته، أفاد الناشط البرازيلي تياغو أفيلا، المشارك في الرحلة، أن المادة السائلة البيضاء تهدف إلى تخويف الركاب، كما أنها تعمل على تحديد رؤية القارب.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إن المنطقة البحرية قبالة سواحل قطاع غزة مغلقة أمام السفن غير المرخصة، وذلك بموجب ما وصفته بـ”حصار بحري قانوني”.
واعتبرت الخارجية أن السفينة “مادلين”، التي ترفع شعار إيصال مساعدات إنسانية، ليست سوى “خدعة إعلامية” تهدف إلى الدعاية وكسر الحصار بطريقة غير مشروعة.
وأضافت الوزارة أن أي محاولة غير مصرّح بها لاختراق الحصار البحري تُعدّ “خطيرة وغير قانونية”، وتُقوّض الجهود الإنسانية الشرعية، حسب تعبيرها.
ودعت إسرائيل في بيانها جميع الأطراف والمنظمات الدولية إلى توجيه المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الآليات الرسمية والمشروعة، وليس من خلال ما وصفتها بـ”التحركات الاستفزازية”.
يُذكر أن السفينة كانت لا تزال تُبحر قبالة السواحل الشمالية لمصر شرق مدينة بورسعيد، ضمن المنطقة البحرية المصرية، وذلك وفقاً لخريطة تتبُّع المسار الملاحي. وتُعدّ هذه منطقة تخضع للسيادة المصرية الكاملة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قد هدد في وقت سابق بمنع السفينة من الوصول إلى شواطئ غزة، مؤكداً أنه أوعز للجيش باتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحيلولة دون كسر الحصار البحري المفروض على القطاع.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر أمني رفيع قوله، إن الجيش يخطط للسيطرة على السفينة بشكل سلمي وجرّها إلى ميناء أسدود، مع توقيف النشطاء الموجودين على متنها وترحيلهم خارج إسرائيل في الليلة ذاتها.