كتبت فاتن الحاج في جريدة الأخبار:
تحت عنوان الشفافية، قرّرت وزيرة التربية ريما كرامي عقد لقاءات مفتوحة مع التربويين، في مبنى الوزارة في الأونيسكو، لمناقشة التحديات والإصلاحات التربوية. وخصّصت ساعتين ونصف ساعة لكل محافظة، في لقاءات تمتد من 12 آذار حتى 7 أيار.
الدعوة إلى مثل هذه اللقاءات تنفّس الانطلاقة في العمل، ولا سيما أن الناس عموماً والمجتمع التربوي خصوصاً ينتظرون قرارات وأفعالاً يلمسون آثارها مباشرة على الأرض، لاستعادة الثقة بإدارات الدولة، ولا يحتاجون إلى جولات استكشاف واستطلاع إضافية لهموم باتت معروفة، عدا أن الوقت المخصّص لكل لقاء لا يكفي لاستعراض تحديات محافظة بأسرها.
ثم ما هي الجدوى المتوخّاة من اجتماعات فضفاضة كهذه لا تتجاوز مضيعة الوقت، وتكبيد الأساتذة والمديرين والمهتمين بالشأن التربوي في المناطق مشقّة الانتقال إلى بيروت، فيما يمكن الوزيرة أن تستعيض عن ذلك بزيارات إلى المناطق لمعاينة أحوال المعلمين والمدارس والثانويات والجامعات عن كثب. وإذا كان الهدف من اللقاءات هو رصد الشكاوى، فقد سبق للوزيرة أن دعت أصحاب المراجعات والشكاوى للتواصل مع مكتبها على رقمين خصّصتهما لهذه الغاية. كما يمكنها الوقوف على تفاصيل المشاكل في المحافظات من رؤساء المناطق التربوية والتفتيش التربوي. أما إذا كان الهدف إشراك كل المكوّنات في النقاش، فإن الطلاب سيكونون الغائب الأكبر عن اللقاءات بما أنها ستُعقد في أوقات الدوام المدرسي. وإذا كان المقصود رصد التحديات التربوية لتحسين التعليم، فيمكن استبدال اللقاءات بمؤتمر تربوي ليوم واحد أو يومين توجّه فيه دعوات خاصة إلى تربويين يثرون النقاش.
لا ينبغي إغفال أن كرامي ستكون وزيرة لعام دراسي واحد، إذا جرت الانتخابات النيابية في مواعيدها، وليس منطقياً أن يُهدر الوقت في لقاءات تعارف واجتماعات رصد للشكاوى والتحديات، وفي دعوات تصبّ في خانة «البروباغندا»، وتنمّ عن عدم خبرة بأوضاع المعلمين المادية وحاجاتهم التربوية.