يشهد ملف التطبيع بين السعودية وإسرائيل تعقيدات متزايدة، حيث أكدت المملكة موقفها الثابت بضرورة إقامة دولة فلسطينية كشرط أساسي لأي تقدم في العلاقات الثنائية. وفي هذا السياق، زار المبعوث الأميركي، ستيف واتكوف، الرياض في محاولة لدفع المحادثات، لكن السعودية بقيت متمسكة بموقفها.
صرّح السفير السعودي لدى بريطانيا، الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، بأن المملكة لن تتجه نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل إلا في حال تحقيق سلام عادل وشامل، مؤكدًا أن إقامة دولة فلسطينية هي السبيل الوحيد لإنهاء عقود من الصراع والمعاناة.
من جانبه، أوضح الباحث السياسي مبارك العاتي، في تصريح لـ”سكاي نيوز عربية”، أن السعودية تعتمد استراتيجية متوازنة بين مصالحها الوطنية والقومية مع الإصرار على مركزية القضية الفلسطينية. وقال: “المملكة ترفض أي مبادرات لا تحقق طموحات الشعب الفلسطيني”.
بدوره، أشار أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور طارق فهمي، إلى أهمية الموقف السعودي الذي وصفه بـ”حجر الزاوية” في تحريك عملية السلام. وأوضح أن السعودية تعمل على تحالف دولي يدعم حل الدولتين، وتسعى لتنسيق عربي لضمان موقف موحد ضد الضغوط الأميركية والإسرائيلية.
على الجانب الآخر، يتسم الموقف الإسرائيلي بالتعنت، حيث قال المستشار السابق في وزارة الدفاع الإسرائيلية، ألون أفيتار: “هناك رفض مجتمعي وسياسي واسع في إسرائيل لفكرة إقامة دولة فلسطينية، بما في ذلك الأحزاب غير المنتمية إلى اليمين”.
زيارة واتكوف إلى الرياض تمثل أول تحرك أميركي رسمي بعد انتهاء ولاية ترامب، لكنها تواجه تحديات جمة. تسعى واشنطن لتسريع ملف التطبيع ضمن أجندتها الإقليمية، بينما تصر السعودية على عدم تجاوز شروطها المتمثلة في حل القضية الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، قال العاتي: “المملكة لن تقدم أي تنازلات عن ثوابتها الوطنية والقومية. موقفها يستند إلى الشرعية الدولية وإرادة الشعب الفلسطيني”.
وأضاف الدكتور فهمي أن وحدة الصف العربي والفلسطيني ضرورة قصوى لدعم الموقف السعودي، مؤكدًا: “نحتاج إلى قمة عربية مصغرة لإعادة ترتيب الأولويات وتوحيد الجهود الفلسطينية، فذلك سيعزز من قوة الموقف العربي”.
بينما تتسارع التحركات، يظل الموقف السعودي ركيزة أساسية لأي مبادرات سلام. بتقديم القضية الفلسطينية كأولوية، تشترط السعودية الوصول إلى حل عادل يضمن حقوق الفلسطينيين لتحقيق تطبيع مبني على أسس السلام الشامل والدائم.