تسبّب عرض شركة «وولمارت» قمصاناً تحمل صورة زعيم حركة «حماس»، الشهيد يحيى السنوار، في إثارة موجة غضب صهيونية.
ويبدو أنّ اسرائيل لم تسترح من السنوار الذي استُشهد في 16 تشرين الأوّل (أكتوبر) المنصرم، وقد وثّقت لحظة استشهاده شجاعته وتفانيه في القضية الفلسطينية، رغم أن الغاية من نشر فيديو اغتياله، كانت محاولة النيل من رمزيته وإذلال مناصري القضية الفلسطينية. إلّا أن تلك اللحظة ألهمت العالم الذي رأى بأم عينه كيف أنّ السنوار ظلّ يقاتل حتى أنفاسه الأخيرة، ما أدى إلى تضامن عدد من المناصرين للقضية الفلسطينية حول العالم، بل حتى أولئك الذين لم يكونوا مهتمين بها من قبل. حتى في اليابان، وصفته الصحف بـ«ساموراي عصره».
وفي سياق هذا التأثير الواسع، حاولت شركة «وولمارت» الاستثمار في هذا التضامن العالمي المتنامي إزاء القضية الفلسطينية، عبر عرض قمصان تحمل صورة السنوار، ومعظمها يُظهره حاملاً للسلاح كأنّه بطل أسطوري. لكن كما هو متوقّع، أثارت هذه الخطوة غضباً واسعاً لدى الأوساط الصهيونية، التي وجّهت اتهامات للشركة بـ«معاداة السامية» وبالترويج لـ «الإرهاب والعنف ضد اليهود».
وانتقدت وسائل الإعلام العبرية، من بينها، قناة «كان» وصحيفة «معاريف»، بشدّة خطوة «وولمارت»، التي تعد إحدى كبرى العلامات التجارية في الولايات المتحدة. كما أطلقت الحملة الصهيونية «أوقفوا معاداة السامية» حملة إلكترونية عبر منصة «إكس»، دعت فيها إلى الضغط على الشركة لسحب هذه القمصان.
وأشار بعض مستخدمي الإنترنت، إلى أنّ القمصان لم تُنتَج مباشرة من قبل «وولمارت»، بل عُرضت عبر بائع طرف ثالث يستخدم منصتها.
ورغم هذا التوضيح، استمرت موجة الغضب على شبكات التواصل الاجتماعي، واتّهم المستخدمون الشركة بالسماح بتسويق منتجات تمجّد «الإرهاب».
التزمت «وولمارت» الصمت، حيال الاتهامات والحملات التي شُنّت ضدها. لكن في النهاية، وكما هو متوقع، خضعت الشركة للضغوط وحذفت أربعة تصميمات من القمصان التي تحمل صورة الشهيد السنوار من متجرها الإلكتروني.
المصدر: الاخبار