Macario 21 News
مقالات مشابهة
وجّه الجنرال والخبير العسكري الإسرائيلي إسحاق بريك، انتقادات لاذعة إلى كبار قادة الجيش الإسرائيلي، داعيًا إلى فتح تحقيق في الفشل على الجبهة الشمالية مع لبنان، متهماً القيادة بـ”الغرور والتهرّب من المسؤولية” رغم علمها المسبق بعدم جهوزية الحدود.
وفي مقال نشرته صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، كشف بريك أنه تولّى بين عامَي 2008 و2019 منصب مفوّض شكاوى الجنود، واطّلع خلاله على مئات القضايا التي شملت المنظومات القتالية واللوجستية والتدريب والبنى التحتية. وأشار إلى أنه رفع تقارير مفصّلة إلى قيادة الجيش، تضمّنت توصيات وحلولًا، “لكن وبسبب ثقافة تنظيمية مشوّهة، تدهورت بعض الأمور مجددًا رغم محاولات الإصلاح والاستثمارات المالية الكبيرة”.
وأكد أنه في عام 2018، كلّفه وزير الجيش حينها أفيغدور ليبرمان، بتقييم جاهزية الجيش للحرب على الجبهة الشمالية، في مواجهة حزب الله على الحدود اللبنانية، والسوريين في هضبة الجولان. ولفت إلى أنه زار جميع المواقع العسكرية الإسرائيلية على امتداد الحدود، وكانت النتائج “صادمة ومقلقة”، إذ أظهرت نقصًا شاملًا في الجهوزية، سواء من ناحية الدفاع أو الهجوم.
وأشار بريك إلى أن رئيس الأركان السابق غادي أيزنكوت، وقائد المنطقة الشمالية حينها الجنرال يوئيل ستريك، لم يتجاوبا بجدية مع النتائج القاسية، وسعيا إلى التهرّب منها وتبريرها، ما حال دون أي تحسّن فعلي في الوضع.
كما أشار إلى زيارة قام بها مراقب الدولة نتنياهو أنغلمان في تموز 2023 لتقييم الجاهزية على الحدود مع لبنان، وأكد خلالها أن “الوضع لا يزال مقلقًا”. وقال بريك إن تلك التقييمات جاءت قبل هجوم حركة حماس في 7 تشرين الأول، وإن الجيش الإسرائيلي تلقّى عشرات التقارير السابقة التي حذّرت من ضعف الجاهزية، دون أن يتم اتخاذ إجراءات شاملة.
وأضاف: “الفشل في الجنوب له ما يُماثله في الشمال، والفرق الوحيد أن إسرائيل نجَت بمعجزة من كارثة مشابهة على الجبهة الشمالية”، معتبرًا أن “الاعتماد على الحظ والمعجزات عوضًا عن الخطط والاستعدادات، يعكس خللاً بنيويًا خطيرًا في إدارة الملف الأمني”.
وختم بالقول إن الجيش “يكتفي حاليًا بترقيع المناطق المنكوبة، ولا يجهّز نفسه فعليًا لحماية الحدود بالكامل، فيما كبار الضباط يواصلون التهرب من المحاسبة”.
